جون أفريك:مأساة حقيقية بمخيمات تندوف والحكم الذاتي المغربي هو الحل الواقعي
كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، في تقرير مطول أعدّه الكاتب الموريتاني مبارك ولد بيروك، عن الواقع المأساوي الذي يعيشه المحتجزون في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، مؤكدة أن الجزائر لم تعد تؤمن بإمكانية تحقيق جبهة البوليساريو لأي نصر على المغرب، وأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل الطرح الأكثر واقعية لإنهاء النزاع.
ووصفت المجلة وضع المحتجزين الصحراويين بأنه “صمت ثقيل تعلوه أصوات الانفجارات”، مشيرة إلى أنهم يعيشون حياة رتيبة من دون أفق، يعتمدون فيها على مساعدات دولية ومياه تُوزع عبر الصهاريج. وتؤكد أن الجيل الجديد وُلد وسط الخيام والطين، دون أن يكون له أي دور في القرار، بل زُج به في نزاع يخدم مصالح خارجية.
وأشار التقرير إلى أن اللاجئين لا يمتلكون سلطة فعلية داخل المخيمات، التي تخضع لنظام وصفته المجلة بـ”الاستبدادي”، تسيطر عليه قيادة البوليساريو عبر ميليشيات تفرض الرقابة وتتحكم في التنقل بينما يعيش القادة حياة مختلفة تماماً، متنقلين بين الدول، ويستغلون النفوذ والقبلية لمصالحهم الخاصة.
ويعكس التقرير حالة اليأس التي يعيشها شباب المخيمات، حيث فقدوا الإيمان بأي أفق سياسي. ونقل عن شابة زارت موريتانيا قولها: “لا أحد هناك يتابع قناة البوليساريو، فقط الشيوخ من لايزالون يؤمنون بدولة مستقبلية”، ما يعكس انقساماً واضحاً بين أجيال اللاجئين.
وترى المجلة أن حلم قيام “دولة صحراوية” لم يعد يؤخذ على محمل الجد، بل أصبح مطلباً لا يؤمن به حتى أنصاره، في ظل غياب أي دعم فعلي وفقدان الثقة في القيادة الحالية للبوليساريو.
ونقل التقرير شهادة قيادي سابق في البوليساريو أكد أن مسؤولاً جزائرياً صرح له بأن “لا نصر عسكرياً بعد اليوم ضد المغرب”، ما يعكس تراجع الدعم الجزائري المعلن. كما أعربت المجلة عن تخوفات دول الجوار من احتمال استغلال الجماعات المسلحة لحالة الفوضى في المنطقة.
وأكدت “جون أفريك” أن المغرب لن يقبل بانفصال أقاليمه الجنوبية التي تعتبر قضية وطنية، مشيرة إلى أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل مخرجاً مشرفاً يضمن للصحراويين حقوقاً موسعة في تسيير شؤونهم الداخلية ضمن السيادة المغربية.
وخلص التقرير إلى أن استمرار هذا النزاع لا يخدم سوى أطراف قليلة، بينما يدفع آلاف الصحراويين ثمن صراع عمره نصف قرن. ودعت المجلة الجزائر إلى لعب دور بناء في المنطقة عبر دعم جهود السلام والتنمية، بدلاً من دعم كيان انفصالي فقد بوصلته وشعبيته.