صحيفة لوبوان : فرنسا تتجه نحو فتح قنصلية بالصحراء المغربية

قالت صحيفة لوبوان الفرنسية إن باريس تتجه نحو تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع المغرب، على حساب الجزائر، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول قد يُترجم قريبا إلى خطوة دبلوماسية كبرى، تتمثل في انضمام فرنسا إلى قائمة الدول التي افتتحت قنصليات في الصحراء المغربية.

ويأتي هذا التقارب، وفق المصدر ذاته،  بعد سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، كان آخرها زيارة وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان، الذي وقع مع نظيره المغربي عبد اللطيف وهبي إعلانًا مشتركًا لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

كما زار رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، مدينة العيون مؤخرًا، وألمح خلال حفل رسمي إلى أن “العمل القنصلي الفرنسي سيمتد إلى هذه المناطق”، في إشارة إلى احتمال افتتاح تمثيلية دبلوماسية هناك.

وشهدت الأسابيع الماضية أيضًا زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي للمنطقة، ما يعكس تحولًا في الموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية.

ووفق لوبوان، فإن باريس لم تعد تكتفي بالمراقبة، بل باتت أكثر انخراطًا في دعم المغرب، حيث لم يعد الاعتراف الضمني بسيادة المغرب على صحرائه مجرد احتمال، بل أصبح واقعًا يتبلور على الأرض.

ولا يقتصر هذا التحول على الجانب السياسي، بل يمتد إلى المجال الاقتصادي، حيث تسعى فرنسا إلى تعزيز استثماراتها في الأقاليم الجنوبية، من خلال دعم الشركات الفرنسية للمشاركة في مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة والسياحة.

أما على الصعيد الثقافي والتعليمي، فقد أطلقت باريس عددًا من المبادرات لتعزيز نفوذها في المنطقة، منها توقيع تسع اتفاقيات بين مؤسسات ثقافية فرنسية ومغربية، وافتتاح “التحالف الفرنسي في العيون”، إضافة إلى بناء مدرسة فرنسية جديدة لتعزيز تعليم اللغة الفرنسية وترسيخ الوجود التربوي الفرنسي في المنطقة.

وأثار هذا التوجه الفرنسي الجديد غضب الجزائر، التي سارعت إلى التنديد بما وصفته بـ”التدخل غير المقبول”، وردّت بتعليق العلاقات بين مجلس الشيوخ الجزائري ونظيره الفرنسي، في خطوة تعكس مدى الانزعاج الجزائري من التقارب الفرنسي-المغربي.

وترى الصحيفة الفرنسية أن هذا التوتر قد يجعل الجزائر الخاسر الأكبر في المعادلة، إذ أن الأزمة المتصاعدة قد تدفع باريس إلى توطيد علاقتها أكثر مع الرباط، واتخاذ خطوة تاريخية بفتح قنصلية رسمية في الصحراء المغربية، ما سيكون بمثابة اعتراف فرنسي صريح بسيادة المغرب على صحرائه.