حقينة السدود تنتعش بعد التساقطات المطرية الأخيرة
شهدت السدود في المغرب تحسنًا ملحوظًا في احتياطياتها المائية بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، التي ساهمت في تعزيز الموارد المائية الضرورية لمختلف الاستعمالات، سواء لتوفير المياه الصالحة للشرب أو لدعم النشاط الزراعي.
ووفقًا لبيانات وزارة التجهيز والماء، الصادرة أمس الخميس، فقد ارتفع منسوب المياه المخزنة في السدود إلى 4,715.75 مليون متر مكعب حتى تاريخ 11 فبراير 2025، مقارنة بـ 4,065.92 مليون متر مكعب خلال نفس الفترة من العام الماضي، ما يمثل زيادة قدرها 649.83 مليون متر مكعب.
بلغت نسبة امتلاء السدود 28%، مقارنة بـ 25.22% خلال الفترة نفسها من 2024. ورغم أن هذه النسبة لا تزال أقل من المعدلات المسجلة في السنوات ذات التساقطات الغزيرة، إلا أنها تمثل تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالسنة الماضية، ما يعكس الأثر الإيجابي للأمطار الأخيرة.
وشهدت بعض السدود الكبرى في المغرب زيادات مهمة في حجم المياه المخزنة، خاصة تلك الموجودة في المناطق التي استفادت من كميات كبيرة من التساقطات المطرية، ومن أبرزها:
سد المسيرة (جهة الدار البيضاء – سطات): سجل زيادة ملحوظة في مستوى الملء.
سد بين الويدان (جهة بني ملال – خنيفرة): عرف تحسنًا في احتياطياته، مما سينعكس إيجابيًا على الفلاحة في المنطقة.
سد الوحدة (جهة فاس – مكناس): من أكبر السدود في المغرب، وقد استفاد أيضًا من هذه التساقطات.
ويساهم تحسن احتياطيات السدود في تعزيز المخزون المائي الضروري لتلبية حاجيات السكان من المياه الصالحة للشرب، لا سيما في المناطق التي تعاني من شح الموارد المائية. كما أنه يعزز فرص دعم القطاع الفلاحي من خلال توفير المياه اللازمة لري الأراضي الزراعية، مما قد يخفف من آثار الجفاف الذي عرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة.
ورغم هذا التحسن، لا تزال الحاجة قائمة لاتخاذ تدابير إضافية لترشيد استهلاك المياه وتعزيز إدارة الموارد المائية، خاصة في ظل التغيرات المناخية وتأثيرها على أنماط التساقطات المطرية.
وتعمل الحكومة على مشاريع جديدة لتحلية مياه البحر، إضافة إلى تطوير تقنيات إعادة استخدام المياه العادمة والاستثمار في بنية تحتية مائية أكثر كفاءة لضمان التكيف مع التحديات المناخية وتحقيق الأمن المائي على المدى البعيد.