موريتانيا ترد على تهديدات البوليساريو بتعزيز قدراتها الدفاعية
كشفت وسائل إعلام موريتانية أن نواكشوط قررت الرد بطريقة خاصة على التهديدات التي أطلقتها جبهة البوليساريو ضدها، عقب الحديث عن إمكانية فتح معبر حدودي جديد يربط بين مدينة السمارة جنوب المغرب وبير أم اكرين شمال موريتانيا.
ووفقًا لصحيفة “الأنباء” الموريتانية، فقد أخذت السلطات الموريتانية تهديدات البوليساريو على محمل الجد، مما دفعها إلى تسريع جهودها في تعزيز دفاعاتها واقتناء أسلحة حديثة ومتطورة.
وأكدت الصحيفة ذاتها أن موريتانيا سعت إلى توطيد تعاونها العسكري مع شركائها الإقليميين والدوليين لمواجهة أي تهديد محتمل. وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تزود دولة الإمارات العربية المتحدة الجيش الموريتاني بسرب متطور من الطائرات بدون طيار، تشمل فئات هجومية وإنقضاضية.
كما تلقت نواكشوط دعمًا عسكريًا من فرنسا، حيث تم تسليم الجيش الموريتاني مطلع الأسبوع الجاري أسلحة دفاعية وهجومية متقدمة.
إلى جانب الدعم العسكري، تعول موريتانيا على شراكتها الاستراتيجية مع المغرب، الذي يمتلك خبرة كبيرة في مجال تكنولوجيا المراقبة الحدودية عبر الأقمار الصناعية. ووفقًا للصحيفة، فإن المغرب يراقب التحركات على امتداد الحدود بين تندوف والمناطق الموريتانية المحاذية للمنطقة العازلة، مما يعزز من قدرة نواكشوط على التصدي لأي اختراق محتمل.
وأشارت تقارير مراكز البحوث الاستراتيجية والأمنية، التي استندت إليها “الأنباء”، إلى أن أي محاولة اعتداء من قبل جبهة البوليساريو ضد موريتانيا ستكون بمثابة “انتحار سياسي وعسكري”، نظرًا للفارق الكبير بين الجيش الموريتاني اليوم وما كان عليه في سبعينيات القرن الماضي. ففي عام 1977، كانت البوليساريو قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي الموريتانية بسهولة بدعم من الجيش الجزائري، أما اليوم فإن المعادلة قد تغيرت جذريًا.
وتؤكد الصحيفة أن الجيش الموريتاني لم يعد فقط قوة دفاعية، بل أصبح لاعبًا رئيسيًا في استقرار المنطقة بفضل ما يمتلكه من عتاد عسكري حديث وتكنولوجيا متطورة، وبالتالي، فإن أي محاولة لاختراق السيادة الموريتانية ستواجه برد عسكري حازم، يعكس مدى تطور القدرات الدفاعية لنواكشوط.
ويبدو أن موريتانيا، من خلال استراتيجيتها الأمنية الجديدة، تبعث برسالة واضحة إلى البوليساريو مفادها أن أي تهديد لأمنها القومي لن يمر دون رد قوي. كما تعزز هذه الخطوات موقع نواكشوط كلاعب أساسي في الحفاظ على استقرار المنطقة، مستفيدة من تحالفاتها الإقليمية والدولية لتأمين حدودها ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.