موريتانيا ترفض التدخل الجزائري في إعلامها وتؤكد استقلالية الصحافة
رفضت السلطات الموريتانية طلبًا رسميًا من السفير الجزائري السابق محمد بن عطو بفرض عقوبات على موقع “أنباء.إنفو” بسبب خطه التحريري المستقل ومواقفه التي لم تتبنَّ الرواية الجزائرية حول الصحراء المغربية.
وجاء هذا الموقف قبل ساعات من إعلان تنحية السفير الجزائري الذي أثار جدلًا كبيرًا بتصرفاته التي اعتبرتها نواكشوط تدخلاً غير مقبول في شؤونها الداخلية.
وأكدت السلطات الموريتانية، ممثلة بوزير الاتصال، أن الحكومة لا تملك صلاحية معاقبة الموقع، داعية الجزائر إلى اللجوء إلى القضاء الموريتاني إذا شعرت بوجود تجاوزات، ما عكس تمسك نواكشوط بحرية الصحافة واستقلالية الإعلام.
وشملت تصرفات السفير الجزائري تهديدات مباشرة للموقع وتوجيه اتهامات علنية لوسائل إعلام موريتانية بأنها “تعمل لصالح دولة معادية”، في إشارة إلى المغرب، وهي تصريحات أثارت غضب الصحافيين الموريتانيين الذين اعتبروها تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية وإهانة للإعلام المحلي.
وتزامنًا مع هذه التطورات، قدمت وزارة الخارجية الموريتانية شكوى رسمية إلى الجزائر بشأن سلوك السفير، بينما استمرت وسائل إعلام جزائرية في دعم روايته والهجوم على الصحافة الموريتانية، متهمة إياها بالخضوع لأجندات أجنبية.
وتعكس هذه الواقعة تزايد التوتر في العلاقات الجزائرية الموريتانية بسبب محاولات الجزائر فرض أجندتها السياسية والإعلامية، بينما تؤكد نواكشوط تمسكها بسيادتها واستقلالية مؤسساتها الإعلامية.