تغيرات المناخية: فرصة تاريخية لجعل المغرب قوة اقتصادية عالمية
أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن التغيرات المناخية تمثل أكبر فرصة لتنمية المغرب، مشيرًا إلى أن المملكة تمتلك الإمكانات اللازمة لتصبح قوة اقتصادية عالمية في عصر الطاقات المتجددة.
جاء ذلك خلال درس افتتاحي ألقاه يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، تحت عنوان “المجال الصناعي في المغرب”.
وأوضح الوزير أن المغرب يتميز بقدرات استثنائية في مجال الطاقات النظيفة والمتجددة، حيث يُعد من بين الدول الأكثر تنافسية عالميًا في هذا المجال. وأبرز أن المغرب يمتلك إمكانيات كبيرة في الطاقة الريحية، ما يجعله من بين أفضل المواقع عالميًا إلى جانب تشيلي وغرب أستراليا، فضلًا عن وفرة الطاقة الشمسية التي يمكن استغلالها في مساحات شاسعة وغير مأهولة بتكاليف منخفضة.
وأشار مزور إلى أن المغرب استطاع تحقيق تقدم صناعي واقتصادي كبير رغم عدم امتلاكه للموارد الطبيعية التقليدية مثل النفط والغاز، وهي مقومات ساهمت في تطور العديد من الدول. وأكد أن الانتقال العالمي نحو الطاقات المتجددة يمثل فرصة غير مسبوقة للمغرب لتعزيز موقعه على الساحة الدولية كفاعل رئيسي في الصناعات الخالية من الكربون.
وشدّد الوزير على أن المغرب يوفر بيئة استثمارية مثالية بفضل استقراره السياسي والأمني، ووجود بنية تحتية متطورة وقربه من الأسواق الأوروبية. ولفت إلى أن المملكة باتت تُعتبر مصدرًا مهمًا للأمن الطاقي في أوروبا، خاصة مع التوجه العالمي المتسارع نحو تقليل الاعتماد على الطاقات الأحفورية.
واعتبر الوزير أن التغيرات المناخية ليست فقط تحديًا عالميًا بل فرصة استثنائية لدفع عجلة التنمية في المغرب. وأكد أن المملكة تستفيد من سياسات واضحة في مجال البيئة والطاقة المتجددة، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا على المستوى الدولي، وقادرة على تعزيز تنافسيتها الاقتصادية من خلال استغلال هذه الموارد المستدامة.
وفي سياق عالمي يركز على الصناعات الخضراء واحترام البيئة، يعزز المغرب موقعه كوجهة جاذبة للاستثمارات في الطاقات المتجددة. ومع قدراته التنافسية وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، يبدو أن التغيرات المناخية ستتحول إلى محرك أساسي لتحول المملكة إلى قوة اقتصادية رائدة في العقود القادمة.