ميناء الداخلة الأطلسي.. بوابة المغرب نحو إفريقيا وأحد أعمدة التنمية في الأقاليم الجنوبية

تشهد أشغال تشييد ميناء الداخلة الأطلسي بمنطقة نتيرفت، على بُعد 40 كيلومترا شمال مدينة الداخلة، تقدما ملحوظا، حيث بلغت نسبة الإنجاز 27%. هذا المشروع الضخم يُمثل خطوة استراتيجية في مسار تحويل جهة الداخلة – وادي الذهب إلى قطب اقتصادي مندمج يربط بين المغرب وعمقه الإفريقي.

ويأتي هذا الميناء كجزء من النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015 بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.

ويرتكز هذا النموذج على استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية في الجهة، مما يجعلها قطبًا تنافسيًا على الصعيدين الوطني والدولي وحلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.

ويُنتظر أن يُسهم ميناء الداخلة الأطلسي في تعزيز التنمية الجهوية من خلال تطوير قطاع الصيد البحري وتحقيق أهداف جيوستراتيجية وتجارية مهمة.

ويشمل التصميم التجاري للميناء مرافق متعددة، منها: أرصفة متعددة الاختصاصات بطول 600 متر وعمق 16 مترا ومحطة نفط لدعم حركة الشحن ورصيف مخصص للخدمات بطول 100 متر وأراضي مسطحة بمساحة 24.6 هكتار.

أما في ما يخص قطاع الصيد البحري، فسيشمل الميناء على أرصفة مخصصة للصيد بطول 1650 مترا وعمق 12 مترا وأراضي مسطحة بمساحة 28.8 هكتار وأرصفة لإصلاح السفن بطول 200 متر وعمق 12 مترا، إلى جانب أراضٍ مسطحة بمساحة 8.6 هكتار.

تم اختيار منطقة نتيرفت في الجماعة القروية العركوب لإقامة هذا المشروع، نظرًا لموقعها الاستراتيجي المطل على الواجهة الأطلسية، مما يجعلها نقطة محورية لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء.

ويشكل ميناء الداخلة الأطلسي جزءًا من رؤية متكاملة تهدف إلى جعل الأقاليم الجنوبية ركيزة للتنمية الوطنية والإقليمية. ومع التقدم المستمر في الأشغال، يقترب هذا الحلم المغربي من التحول إلى واقع ملموس، يعزز مكانة المملكة كجسر استراتيجي بين أوروبا وإفريقيا.

Loading...