الحسيني: التطور الايجابي في ملف الصحراء المغربية دفع الجزائر إلى خلط الأوراق
قال تاج الدين الحسيني، المحلل السياسي والأستاذ الجامعي والمتخصص في العلاقات الدولية، إن سحب جمهورية الإكوادور اعترافها ب”جمهورية الوهم”، يدخل في إطار السلسلة المتوالية لسحب عدة دول اعترافها بالبوليساريو كدولة من جهة، ومن جهة أخرى ارتفاع الاعترافات بأهمية الحكم الذاتي كمقترح للتسوية النهائية للنزاع.
وأوضح الدكتور تاج الدين الحسيني في تصريح صحفي، أن “القرار الجديد للإكوادور، أفضل جواب على عملية التلاعب التي يقوم بها النظام الجزائري حتى من وراء الستار”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “مقترح المبعوث الخاص إلى الصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا الخاص بإمكانية “تقسيم” المنطقة من جديد، ليس إلا وسيلة جديدة يتبعها النظام الجزائري لخلط الأوراق دون أن يظهر في الصورة، حيث يقول من جهة إنه ليس طرفا وغير معني بالنزاع، لكنه يمثل كل القرارات المعنية به، وفي نفس الوقت، تجده يقدم مثل هذا المقترح أمام المبعوث الشخصي دون أن يعلن عنه شيء، بهدف خلط الأوراق ومنع مسلسل الحكم الذاتي من الوصول إلى نهايته”.
وأكد تاج الدين الحسيني، أن “قرار كهذا الذي اتخذته الإكوادور، التي كانت قد اعترفت بالكيان المزعوم منذ 1983، وتأتي الآن لتسحب اعترافها، هو أحسن جواب على هذه الوضعية، خاصة أن عدد البلدان التي اعترفت اليوم بالحكم الذاتي كوسيلة للتسوية قد بلغ 111 دولة، وارتفاع العدد بشكل كبير بالاتحاد الإفريقي، حيث أصبح قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى نسبة الثلثين الصالحة لإعادة تشكيل الميثاق وتجميد عضوية البوليساريو أو سحبها من المنظمة”.
وكشف الدكتور تاج الدين في التصريح نفسه، لإحدى المواقع الالكترونية المغربية، أن “النظام الجزائري يشعر اليوم بوجود نوع من التطور الإيجابي لصالح المغرب، وأن بإمكانه القيام بلعبة موازية من خلال عملية خلط الأوراق التي أشرنا إليها”، منبها إلى أن “القافلة تسير في اتجاه مسلسلة نزع الاعتراف بالبوليساريو والإقرار بالحكم الذاتي وفتح القنصليات في المنطقة المعنية، أحسن جواب على ما تعرفه هذه العملية”.
وخلص المحلل السياسي إلى القول، إن: “مثل هذه التطورات سيكون له أثرها في القرارات التي سيصدرها مجلس الأمن في نهاية أكتوبر الجاري، حيث كان هدف الطرف الآخر تغيير مسار إقرار مجلس الأمن نفسه بالحكم الذاتي، في حين ستكون النتيجة معارضة لذلك بكل تأكيد، ولن يأخذ مجلس الأمن بعين الاعتبار مثل هذا المقترح الخاص بالتقسيم، والذي وضع به دي ميستورا حدا لمهمته، وربما لن يكون له تجديد في هذه المهمة في مستقبل قريب”.
ويختم تاج الدين أنه: “في مقابل ذلك تستمر الاعترافات بالحكم الذاتي ويستمر نزع الاعتراف بالبوليساريو، وهو تطور مشهود تعرفه القضية الوطنية التي ستصل في نهاية هذا الشهر إلى ما يقارب 50 سنة على استرجاع المغرب لصحرائه، وهي كافية للوصول إلى مرحلة النضج النهائي لتمكين الحكم الذاتي من معرفة طريقه للتنفيذ الفعلي على أرض الواقع”.