البنتاغون ينشر دفاعات صاروخية وبحرية إضافية في الشرق الأوسط

قالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إن الوزير لويد أوستن أطلع إسرائيل على التغييرات في القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وسط تصاعد التوتر في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قبل يومين في طهران.

وناقش وزير الدفاع في اتصال مع نظيره الإسرائيلي التهديدات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت على الدعم الأمريكي القوي لأمن إسرائيل، مضيفا أن “كل دول المنطقة ستستفيد من خفض التوتر”.

وتحدث لويد أوستن عن رفع درجة الاستعداد لدى الجيش الأمريكي لنشر المزيد من الدفاعات الصاروخية الأرضية، وأمر بإرسال سفن تابعة للبحرية ومدمرات إلى منطقة الشرق الأوسط.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، أمس الجمعة، عن وصول حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت” إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي، في منطقة الخليج والبحر الأحمر وخليج عُمان وأجزاء من المحيط الهندي.

وقالت البحرية الأميركية إن حاملة الطائرات نوع “روزفلت” وصلت إلى مضيق هرمز قبالة إيران. وقال البنتاغون إنه عمل على “زيادة الاستعداد العسكري بالشرق الأوسط” بنشر دفاعات صاروخية إضافية.

كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن دبلوماسي إيراني أن “إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء وردنا سيكون مفاجئاً وقوياً”، وأن محاولات إقناع طهران بعدم التصعيد “لن تكون مجدية” في ضوء الاغتيالات الأخيرة.

وتحدّث الإعلام الإيراني عن “مشاهد استثنائية وتطورات مهمة في الساعات القادمة”. وقال مذيع القناة الثالثة في إيران: “خلال ساعات قليلة سيشهد سكان العالم مشاهد مذهلة”.

وتأتي هذه التطورات في وقت ترتفع فيه حالة التأهب في إسرائيل استعداداً لهجمات محتملة من إيران وحلفائها في المنطقة. وكان المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي قد توعّد بإنزال “أشد العقاب” بإسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. ونشر مستشار وزير الخارجية الإيراني محمد مرندي فجر الجمعة على حسابه على موقع إكس أن على الجميع مغادرة إسرائيل، مرفقاً كلامه بصور صواريخ: “غادروا.. إنها قادمة”.

كما أعلن رئيس الأركان الإيراني محمد باقري الخميس أن طهران تدرس حالياً مع حلفائها في المنطقة طريقة الرد على إسرائيل بعد مقتل هنية. وأكد باقري: “ردنا على إسرائيل حتمي وسيكون بإجراءات مختلفة”، مضيفاً أن “إسرائيل ستندم على ما فعلته”.

وقتل هنية، في طهران بعدما حضر للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية الثلاثاء. وبينما حمّلت إيران إسرائيل مسؤولية مقتله، رفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على ذلك.

وفي إسرائيل، قالت هيئة البث الاسرائيلية إن السلطات اتخذت إجراءات أمنية استثنائية، ورفعت حالة التأهب تحسباً لـ”رد محتمل” من إيران وحركة حماس وحزب الله. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية “حالة تأهب واستعداد في وزارة الصحة الإسرائيلية للتصعيد الشامل واستيعاب العديد من الإصابات في المستشفيات وإخلاء تحت النار”. ونقلت أيضاً أن شركات الطيران الهنغارية واللاتفية والإثيوبية ألغت رحلاتها إلى تل أبيب، وألغى الجيش إجازات الجنود بالوحدات القتالية ووضع منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن جهاز الأمن العام الشاباك رفع درجة الحراسة الأمنية لرئيس الوزراء ووزراء الحكومة.وطبقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن إسرائيل قد تواجه حرباً متعددة الجبهات من شأنها أن تدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية يتعين عليها الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية وغارات طائرات بدون طيار تنطلق من لبنان واليمن، بل حتى من إيران التي ستحاول تعبئة جماعات مسلحة من العراق وسوريا إلى الجبهة الشمالية لإسناد حزب الله.

ونشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالاً بعنوان: “سباق مع الزمن: هكذا تستعد إسرائيل للهجوم الإيراني”. ويقول المقال: “للمرة الثانية خلال أربعة أشهر، تقف إسرائيل في حالة تأهب قصوى لسيناريوهات التهديد المتعلقة بهجوم إيراني واسع النطاق وفي الولايات المتحدة يخشون: أن إيران لن تقدم تحذيراً كافياً هذه المرة – ولن يكون لدى التحالف الوقت الكافي لتنظيم نفسه”.

ووفقاً لمعاريف، وبحسب تعليمات وزارة الصحة، فقد تم تجهيز المستشفيات في مواقف السيارات تحت الأرض لنقل المرضى المقيمين في المستشفى من جميع الأقسام. وفي مركز برزيلاي الطبي في عسقلان، بالقرب من قطاع غزة، تم نقل معظم الأقسام إلى طوابق محمية تحت الأرض، والآن يتم تجهيز بقية المستشفيات للعلاج تحت الأرض في غضون ساعات قليلة، وبعضها في مناطق انتظار السيارات تحت الأرض والمستشفيات مجهزة بمولدات من المفترض أن تكفي للنشاط المنتظم لمدة أسبوع على الأقل.

وتم تجهيز المراكز الطبية لتزويدها بالوقود اللازم لاستمرار تشغيل المولدات لفترات طويلة. كما تم تجهيز بعض المستشفيات بهواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية، بينما سيعمل البعض الآخر باستخدام شبكة الهاتف السلكية، وتم إعداد المستشفيات لاحتمال فشل الاتصالات بالكمبيوتر، كما تنقل الصحيفة.

Loading...