القدس العربي : رئيس مجلس «الداخلة» يدعو سكان مخيمات تندوف للالتحاق بالأقاليم الصحراوية في إطار خطة «الحكم الذاتي»
الداخلة (المغرب) ـ «القدس العربي»: وجّه الخطاط ينجا، رئيس “جهة الداخلة وادي الذهب”، القريبة من حدود المغرب مع موريتانيا، الدعوة لسكان مخيمات تندوف للالتحاق بالأقاليم الصحراوية، والاقتناع بـ “الحكم الذاتي” كخطة لإدارة شؤون هذه الأقاليم تحت السيادة المغربية.
وأكد أن المغرب قام بمجهودات من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء، وطرح حلاً عملياً ومعقولاً، يقوم على مبدأ “رابح ـ رابح”.
وفي لقاء إعلامي عُقد في مقر الجهة التي تتكون من إقليمي “وادي الذهب” و”أوسرد”، وحضرته “القدس العربي”، قال المسؤول المغربي المنتَخب إن 80 في المئة من الساكنة الصحراوية توجد في أقاليم الصحراء، كما تشارك في الانتخابات البرلمانية والبلدية، مشيراً إلى أن أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات الأخيرة عام 2021 سجلت في الصحراء، إذ بلغت نسبة المشاركة على المستوى الإقليمي 79,64 في المئة في إقليم أوسرد
وفي ردّ على جبهة “البوليساريو”، أوضح الخطاط ينجا أن “الممثلين الحقيقيين للصحراويين هم المنتَخبون في إطار انتخابات حرة وديمقراطية وجرت بحضور مراقبين دوليين”. وأضاف أنه عاد إلى المغرب أكثر من 12 ألف صحراوي، منذ أعلن العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، سنة 1996، عن استعداد بلاده لاستقبال سكان مخيمات تندوف، وفق مقولته “الوطن غفور رحيم”.
وكشف رئيس “جهة الداخلة وادي الذهب” لممثلي عدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية الممثلة في المغرب، عن كونه هو نفسه عاد من مخيمات تندوف سنة 1992، حيث كان يشتغل مدرّساً، وكان عضواً في اللجنة التنفيذية للشبيبة الصحراوية حينها، معتبراً أن انضمامه إلى جبهة “البوليساريو” وعمره 19 سنة كان تحت تأثير الشعارات الثورية.
وبخصوص أوضاع سكان المخيمات، قال الخطاط ينجا إنهم لا يتوفرون على بطاقات اللاجئين الذين يعتبرهم المغرب “محتَجزين”، كما أن تندوف لم تشهد أي تعداد سكاني لهم.
وأضاف ينجا أنه منذ 2015 وهو يشارك في الانتخابات المغربية، حيث فاز بمنصب رئيس مجلس “جهة الداخلة وادي الذهب”. كما شارك في إطار الوفد المغربي، في اجتماعيْ المائدة المستديرة حول قضية الصحراء، المنعقدين في ديسمبر/ كانون الأول 2018 وآذار/ مارس 2019 في جنيف، بمبادرة من المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر.
وشهد الاعتراف الدولي بمخطط الحكم الذاتي حلاً لنزاع الصحراء تطوراً لافتاً خلال السنين الأخيرة، إذ فتحت عدد من البلدان قنصليات لها في أقاليم الصحراء، حيث توجد 17 قنصلية في الداخلة و12 في مدينة العيون.
وخلال الزيارة التي نظّمها قطاع الاتصال بوزارة الشباب والثقافة والاتصال للأقاليم الجنوبية للمغرب والتي انتهت أمس الأحد، اطّلع مندوبو وسائل الإعلام العربية والأجنبية المعتمدة في المغرب على الدينامية الاقتصادية والسياسية التي تشهدها جهة الداخلة وادي الذهب، في ضوء “النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية” الذي أطلقه العاهل المغربي محمد السادس سنة 2015. وفي هذا الصدد، التقى الإعلاميون ممثلين عن ولاية جهة الداخلة وادي الذهب ومندوبية التجهيز والماء والمركز الجهوي للاستثمار، الذين قدموا توضيحات حول المؤهلات الاقتصادية والسياحية والزراعية التي تزخر بها المنطقة، كما سلطوا الضوء على أهم المشاريع الجارية من أجل تقوية البنية التحتية والرفع من تنافسية الجهة، وتشمل المنطقة اللوجستية لغرب إفريقيا، وتعزيز الشبكة الطرقية خاصة الطريق السريع تزنيت ـ الداخلة، وتحلية مياه البحر للري، وتوليد الطاقة الريحية والهيدروجين الأخضر. وأبرزوا كذلك الورش الكبرى المتعلقة بقطاعات السياحة والزراعة والطاقات المتجددة. كما اطلع الوفد الإعلامي عن كثب على الأشغال الجارية في مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي يرتقب أن يكون جاهزاً سنة 2028.