كشف “معهد شيلبي كولوم ديفيس للأمن القومي والسياسة الخارجية” الأمريكي، عن إمكانية قيام قيادة “AFRICOM” الأمريكية (قسم إفريقيا للجيش الأمريكي)، بالاستقرار في المغرب عن طريق نقل بعض آلياته وعناصره، وذلك لزيادة تعزيز العلاقات العسكرية مع المملكة والاستفادة من موقعها الاستراتيجي الهام في غرب إفريقيا.
وجاء في تقرير المعهد الأمريكي، الصادر مؤخرا، أن العلاقات التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة قوية من الناحية العسكرية، ويتم ترجمة هذا في العديد من الأنشطة المشتركة، مثل تدريبات الأسد الإفريقي السنوية التي تُعد “أكبر تدريبات القيادة الأميركية في أفريقيا”، وبالتالي فإن هذه التدريبات تُعتبر “شهادة على الشراكة الأمنية الدائمة بين البلدين”.
وأشار تقرير المعهد، أن الشراكة بين الرباط وواشنطن يمكن أن تتعزز أكثر، في ظل احتمال استضافة المغرب “أصول أفريكوم”، في إشارة إلى إمكانية نقل الولايات المتحدة بعض من تجهيزات قيادة “أفريكوم” العسكرية إلى المملكة المغربية، علما أن المقر الرئيسي لهذه القيادة يوجد في شتوتغارت بألمانيا.
يأتي ذلك، في ظل استعداد المغرب لاستضافة مناورات “الأسد الإفريقي” بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ابتداء من 20 ماي الجاري إلى غاية 31 منه، بمشاركة جيوش العديد من الدول.
وستُجرى هذه التمارين، وفق بلاغ صادر عن القوات المسلحة الملكية، بمناطق أكادير، وطانطان، وطاطا، والقنيطرة، وبن جرير وتيفنيت، وذلك بهدف توطيد التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، وتعزيز التبادل بين القوات المسلحة للبلدان المشاركة، بهدف النهوض بالسلم والأمن والاستقرار بالمنطقة.
ويحتضن المغرب هذه المناورات العسكرية للسنة الثانية على التوالي، بعد الأنباء التي كانت قد تداولتها الصحافة الدولية في سنة 2022، حول احتمالية نقل تداريب الأسد الإفريقي من المغرب إلى بلد آخر، بناء على طلب كان قد تقدم به سيناتور أمريكي معروف بمواقفه الموالية للجزائر وجبهة “البوليساريو” الانفصالية، ما يؤكد صعوبة إيجاد بديل للمغرب، وهو الأمر الذي كان قد أوضحه قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) السابق، الجنرال ستيفن ج. تاونسند، في رده على سؤال صحفي بشأن التقارير الإعلامية التي كانت تحدث عن عزم البنتاغون تغيير مكان إجراء تداريب الأسد الإفريقي من المغرب إلى بلد أو بلدان أخرى في إفريقيا، قائلا “نعم نفكر في ذلك، لأن قانون ميزانية الدفاع لعام 2022، الذي أقره الكونغرس، يدعونا إلى تنويع أماكن إجراء التدريبات أو ربما نقل جزء من التدريب أو عناصر منه إلى مناطق أخرى في القارة الأفريقية”.
لكن الجنرال الأمريكي أكد في هذا الصدد على ما أسماه حقائق يجب ذكرها، حيث قال “لقد كان المغرب مضيفًا لـ 18 تدريبا للأسد الإفريقي، ولديه قدرة هائلة على القيام بذلك، قدرته العسكرية عالية جدا، ولديه أيضًا البنية التحتية ونطاقات التدريب وكل ذلك، إنهم (يقصد المغاربة) مضيفون رائعون.”
وأضاف قائد أفريكوم أنذاك “سنواصل الاستكشاف لكيفية زيادة تنويع الأسد الأفريقي” لكنه أكد في هذا السياق أنه “سيكون من الصعب العثور على أي بلد في إفريقيا، على ما أعتقد، يمكنه على الأرجح الاقتراب مما تمكن المغرب من القيام به على مدار 18 عامًا. سيكون من الصعب العثور على بلد يمكنه فعل ذلك”، مشددا على أن “أفريكوم” تتطلع للعمل مع المغرب في التداريب المقبلة”.