“الدوشة بكار”.. صوت إذاعي متميز في خدمة الإعلام الجهوي
الداخلة بلوس : و م ع
(سعد أبو الدهاج)
من خلال مسار صحافي مشرف وإطلالة مفعمة بالحيوية والطموح والمثابرة، أضحت “الدوشة بكار” من الأصوات النسائية الإذاعية التي تميزت بجدارة طيلة السنوات الماضية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتجسد السيدة بكار، الوجه الإعلامي المعروف بإذاعة الداخلة الجهوية، نموذجا للمرأة المغربية الصحراوية صاحبة الإلقاء المتميز والخطاب القوي والكلمة الرصينة، والمنخرطة بقوة في الجهود الرامية إلى النهوض بمجال التواصل والإعلام الجهوي بالداخلة – وادي الذهب، وجعله في خدمة المواطنين وقضاياهم المجتمعية.
وطيلة مشوارها المهني الممتد لنحو 34 سنة وإلى اليوم، تمكنت هذه الإعلامية التي عشقت مهنة الصحافة منذ نعومة أظافرها، من تحقيق نجاحات مهنية مهمة، بعدما تألقت في إنتاج وتقديم برامج متنوعة تستهدف توعية المستمع، وتقديم كل ما يفيده بعيدا عن كل ابتذال وإسفاف أو إثارة مجانية، إيمانا منها بأن الإعلام يحمل رسائل سامية ونبيلة تتوخى الارتقاء بالفرد والمجتمع.
وبفخر واعتزاز، تحكي الدوشة بكار، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، عن مسارها الدراسي بداية من حصولها على الشهادة الابتدائية والتحاقها بالسلكين الإعدادي والثانوي بمدينة الداخلة مسقط رأسها، إلى غاية حصولها على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب العصرية.
بعد ذلك، تضيف السيدة بكار، “انتقلت إلى مدينة مراكش لمتابعة دراستي العليا بكلية الحقوق التابعة لجامعة القاضي عياض، ثم ولجت المعهد العالي للصحافة والاتصال بالدار البيضاء حيث حصلت على شهادة الإجازة في المجال السمعي البصري، مما مك نني من العمل كمتعاونة خارجية بإذاعة الداخلة الجهوية لمدة ناهزت ثلاث سنوات”.
وتابعت “لقد اخترت العودة إلى مدينة الداخلة والاستقرار بها لتحقيق حلمي في الاشتغال بالإذاعة، وتكريس نفسي وجهدي ووقتي لفائدة النهوض بالإعلام الجهوي المسموع، والعمل من خلاله على ملامسة أبرز القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تشغل بال المستمعين وعموم المواطنين في الجهة”.
وبعدما أبدت تميزا واضحا في عملها الإذاعي، تم تعيين السيدة بكار بشكل رسمي بهذه المؤسسة الإعلامية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حيث كانت أول مهمة أسندت إليها هي الربط بين الفقرات والتنشيط، اضطلعت بعدها بمهمة تقديم وإعداد النشرات الإخبارية، بالإضافة إلى عدد من التغطيات الصحافية الخارجية (مؤتمرات، مهرجانات، تظاهرات فنية وثقافية)، كما أنجزت وقدمت برامج محلية اجتماعية وترفيهية وتفاعلية.
في هذا الإطار، تقول السيدة بكار، “لكل جهة خصوصيتها وطابعها المميز.. ونحن في إذاعة الداخلة نهتم بالبرامج الإخبارية التي تعنى بشؤون الساكنة المحلية، لاسيما في المجالات المرتبطة بالاقتصاد والثقافة والتراث الحساني، بالإضافة إلى روبورطاجات حول المنشآت والمشاريع الهيكلية الكبرى التي تزخر بها جهة الداخلة – وادي الذهب”.
وأعربت عن سعادتها واعتزازها بالانتماء إلى “إذاعة الداخلة الجهوية”، والعمل إلى جانب قامات وكفاءات إذاعية محلية متميزة تعلمت منها أبجديات العمل الإذاعي وتقنياته، موضحة في هذا الصدد أنها “استفادت كثيرا من مساعدة ودعم عدد من الأساتذة والزملاء الذين عملوا على توجيهها نحو الطريق الصحيح”.
وأكدت أنه، بالرغم من تداعيات العولمة وبروز مواقع التواصل الاجتماعي وتكاثرها، فإن الإذاعة تظل مع ذلك الصديق الوفي للمستمعين من مختلف شرائح المجتمع، مضيفة أن طاقم إذاعة الداخلة الجهوية (صحافيين، أطر إدارية وتقنية) يعمل باستمرار على الاستجابة لرغبات المستمعين وتلبية أذواقهم المتنوعة، من خلال خطاب واضح ولغة مبسطة وبرامج هادفة تتوخى تثقيف المجتمع وتوعيته والارتقاء به.
وبالإضافة إلى عملها الإذاعي وتجربتها الإعلامية المتميزة، تبرز الدوشة بكار بقوة في المجال الجمعوي، من خلال انخراطها القوي والمتواصل خدمة لقضايا المرأة والطفولة، ودعم الفئات الاجتماعية الهشة.
وفي هذا الإطار، ترأس السيدة بكار جمعية “اتحاد المبادرات المواطنة وحفظ التنوع التراثي والثقافي”، التي تولي اهتماما لقضايا المجتمع من خلال التركيز على أهداف معينة تروم دعم النساء ومساعدة المحتاجين، والقيام بأعمال إنسانية ومبادرات تضامنية تصب في مصلحة أفراد المجتمع.
كما تضطلع الدوشة بكار برئاسة المكتب الجهوي لرابطة كاتبات المغرب، الذي يجمع ثلة من النساء المثقفات في جهة الداخلة – وادي الذهب، بهدف التعريف بمقومات الثقافة الحسانية وتشجيع الكاتبات والمبدعات بالجهة على إبراز كتاباتهن ومنشوراتهن، وبذل المزيد من العطاء في هذا المجال.
تقول الدوشة بكار “إن انخراطي في العمل الجمعوي، بالموازاة مع التزاماتي المهنية، مك نني من الانفتاح على مجالات وآفاق أرحب، كما ساعدني في التعرف أكثر على فعاليات المجتمع المدني على مستوى جهة الداخلة – وادي الذهب، والتي قمت باستضافتها في عدة برامج إذاعية متنوعة، مما شك ل مناسبة لتسليط الضوء على الأنشطة والأعمال الجليلة التي يقوم بها النسيج الجمعوي المحلي في مختلف المجالات”.
وأكدت، في هذا السياق، على أهمية تعزيز سبل الشراكة والتعاون بين هيئات المجتمع المدني ووسائل الإعلام على المستوى الجهوي، بهدف النهوض بالمجال الاجتماعي والتضامني، والارتقاء بالمجتمع وبلوغ الأهداف المبرمجة.
وبصفتها عضوا في اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة – وادي الذهب، فإن السيدة بكار تساهم إلى جانب ثلة من الشخصيات الحقوقية والجمعوية في الجهود الرامية إلى رصد وتتبع وحماية حقوق الإنسان، والدفاع عنها وإعداد تقارير في هذا الشأن، بتنسيق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكافة المتدخلين على مستوى الجهة.
وتضطلع الدوشة بكار، كذلك، بمهمة نائب رئيس فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالداخلة، ورئيسة جمعية اتحاد مبادرة المواطنة وحفظ تنوع التراث الثقافي، وعضو في لجنة المساواة وتكافؤ الفرص بجهة الداخلة – وادي الذهب، كما شاركت في عدد من اللقاءات والندوات والمهرجانات الجهوية والوطنية.
وبالنسبة للسيدة بكار، يشكل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة محطة لتسليط الضوء على المنجزات التي حققتها النساء، والاحتفاء بانتصاراتهن ودعم طموحاتهن، مبرزة في هذا الصدد، مكتسبات النساء ومطالبهن المشروعة من أجل تحسين ظروفهن المعيشية.
وأشارت إلى أن ذكرى ثامن مارس تمثل فرصة لإسماع صوت النساء والاحتفاء بقصص نجاحهن، داعية النساء المغربيات عموما، والمنحدرات من الأقاليم الجنوبية على الخصوص، إلى استغلال جميع الفرص المتاحة للنهوض بأوضاعهن السوسيو-اقتصادية.