جنوب إفريقيا: هل تحقق المعارضة المفاجأة وتفوز في الانتخابات المقبلة؟
أطلقت أحزاب المعارضة الرئيسية في جنوب إفريقيا حملتها برسم الانتخابات المقررة في 29 ماي المقبل، بتنظيم أنشطة وفعاليات سياسية تسعى من خلالها إلى إقناع الناخبين الذين يعانون من إحباط متزايد من السياسات المتبعة في البلاد.
ففي أفق هذا الاستحقاق الحاسم، ينظر إلى البرامج الانتخابية على أنها حاسمة لكونها تقدم الرؤى والسياسات والتدابير التي ستتخذها الأحزاب السياسية، ولمحة عامة عن كيفية تخطيطها لحل التحديات العديدة التي تواجه هذا البلد الواقع في أقصى جنوب القارة السمراء، والذي كان يعتبر قبل سنوات الأكثر تصنيعا في إفريقيا.
وفي هذا الصدد، أطلق التحالف الديمقراطي، وهو أبرز حزب معارض في البلاد، مسار حملته، في عطلة نهاية الأسبوع، بمسيرة حاشدة نحو مقر الحكومة في بريتوريا في رسالة تؤكد استعداده للإطاحة بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم.
وبالمناسبة، عرض زعيم حزب التحالف الديمقراطي، جون ستينهوزن، المحاور الكبرى لبرنامجه الانتخابي، أبرزها خلق فرص الشغل، وحل أزمات الشركات العمومية، وتحسين الخدمات الأساسية، ومكافحة الفساد والجريمة.
وأوضح ستينهوزن، في خطابه، أن حزبه يتوخى خلق فرص شغل من خلال إصلاح قوانين الشغل مع تعزيز مناخ مواتي للمقاولات والاستثمارات، مؤكدا رغبته في إلغاء الحصص العرقية في مجال الشغل وقانون الشراء التفضيلي المعمول به في إطار الصفقات العمومية.
كما يأمل التحالف الديمقراطي في تحويل المساعدة الاجتماعية الممنوحة للأشخاص الأكثر تهميشا إلى مساعدة للبحث عن عمل التي ستلزم المستفيدين على البرهنة على تلك.
وفي مهرجانه الخطابي، تطرق زعيم الحزب لأزمة انقطاع التيار الكهربائي التي يغرق البلاد في الظلام منذ أكثر من عقد من الزمن كأحد أولوياته الرئيسية، معتبرا أن الوضع الحالي يتطلب إحداث سوق كهرباء مفتوح من خلال إعادة هيكلة شركة العامة للكهرباء المفلسة (إسكوم).
وفيما يتعلق بمكافحة الجريمة، يطمح الحزب في إقامة شراكات مع شراكات مع شركات للأمن الخاص وتعزيز استخدام التكنولوجيات الجديدة من قبل الشرطة في التحقيقات الجنائية، حتى تتمكن من وضع اليد على المتورطين في الإجرام.
وبالنسبة لآفة الفساد، يؤكد التحالف الديمقراطي على ضرورة وضع حد لسياسة انتشار الأطر التي يتبعها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، عبر اللجوء لللتعيينات على أساس الستحقاق بدلا من الولاءات الحزبية. وبدوره، قدم حزب (مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية (معارضة) برنامجه الانتخابي في ملعب “موزيس مابيدا” في كوازولو ناتال التي تعتبر إقليما ذا رمزية كبيرة يضم أكبر عدد من الناخبين في البلاد.
ويدخل هذا الحزب، اليساري الراديكالي، سباق الانتخابات المقبلة تحت شعار “أرضنا ومناصب شغلنا الآن”، حيث جعل زعيم هذا الحزب جوليوس ماليما من قانون مصادرة أراضي البيض دون تعويض ركيزة أساسية لبرنامجه الانتخابي.
ويتضمن البرنامج أيضا محاور مرتبطة، على الخصوص، بتأميم من دون تعويض للمناجم والبنوك وغيرها من القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد، وإلغاء طلبات العروض بفضل تقوية قدرات الدولة والحكومة، وكذا التعليم، ومجانية خدمات الصحة والصرف الصحي.
وعلى الرغم من الاختلافات الإيديولوجية التي تظهر بشكل واضح في برامجهما الانتخابية، فإن هذين الحزبين المعارضين يشتركان في الالتزام القوي بتغيير الوضع الراهن، ويطمحان إلى الإطاحة بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يتهمانه بالفشل في معالجة التحديات المتوالية في البلاد بعد 30 سنة من انتهاء نظام الفصل العنصري.