مجلس الأمن.. الجزائر تدشن ولايتها غير الدائمة بملف الصحراء المغربية

كشفت الجزائر التي تولت رسميا مقعدا غير دائم بمجلس الأمن الدولي لسنتين، عن أولويتها خلال هذه العهدة، حيث وضعت قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ضمن القائمة، وعوض الانخراط في نزع فتيل الخلافات والصراعات بالقارة الإفريقية والسعي نحو التهدئة والدفع بالاستقرار في المناطق المضطربة، يواصل نظام العسكر الديكتاتوري تأجيج القلاقل وإذكاء الخلافات ودعم الميلشيات لزعزعة استقرار الدول.

وكعادة الدول التي تفوز بمقعد بمجلس الأمن الدولي ولو انه غير دائم، أن تبادر إلى القيام بأعمال دبلوماسية وتحركات على مستوى القارة التي تمثلها، فإفريقيا مثلا تعاني من الإرهاب وانتشار الجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء، وهي مناطق تغذيها الجزائر عن طريق تجارة الأسلحة، ثم هناك الجريمة العابرة للحدود وضرورة استثباب الأمن بالعديد من البؤر.

لكن الجزائر التي تتدخل في شؤون ليبيا وفي مالي، لن يكون لديها الجرأة للتدخل من أجل التقريب بين الفرقاء سواء تعلق الأمر بالنزاعات في السودان الشقيق أو في ليبيا، لكن بلاد العسكر التي لا تنخرط حتى في القبعات الزرق، لا تقدر على مثل هذه المهام الدبلوماسية الشائكة، مما جعلها تحصر أجندة ولايتها بمجلس الأمن على قضية وحيدة هي طرف فيها الصحراء المغربية، مما يعكس الخلفية المتحكمة في نظام العسكر.

ولتضليل الرأي العام العالمي والعربي، أضافت الجزائر نقطة أخرى الى أجندتها، تتعلق بالدفاع عن القضية الفلسطينية، لتلميع صورته الملطخة على المستوى الدولي كنظام عسكري ديكتاتوري يزرع الشوك في المنطقة ويدعي الدفاع على حقوق الدول، بينما هي خطة لا يتعدى مفعولها دغدغة المشاعر لإضفاء الشرعية على هذا النظام الجاثم على صدور الجزائريين.

وفي هذا الصدد، يرى متخصصون في الشؤون الجزائرية، أن الجزائر لا تنوي  حل مشاكل القارة الإفريقية بهدف تحقيق التنمية وحلحلة النزاعات والصراعات وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء خاصة في ليبيا والسودان الشقيق، وإنما تريد استغلال ولايتها بمجلس الأمن لتصفية حسابات مع جيرانها، خاصة المغرب ومالي.

ويضيف هؤلاء المتخصصون، أن الجزائر روجت بعض الأكاذيب حول عضوية غير الدائمة بمجلس الأمن من خلال الادعاء بأن التصويت عليها كان بالأغلبية، فيما الحقيقة هي أنها مرشحة إلى جانب سيراليون لشغل مقعدين خاصين بالقارة الإفريقية، ولم يكن أي منافس لهما، واستطاعت سيراليون أن تتفوق على بلاد العسكر ب188 صوت مقابل 184 لفائدة الجزائر، ورغم ذلك لم نسمح لسيراليون لا دعاءات ولا لغط، كما فعل جنرالات الجزائر، علما أن الجزائر والمغرب سبق لهما أن شغل هذا المنصب عدة مرات ولم تكن حينها هذه الضجة، بينما الحقيقة  أنه امام الفشل الديبلوماسي الجزائري، يحاول نظام العسكر أن يعوضه من خلال التضخيم لهذا الأمر، خاصة على المستوى الداخلي، وإظهار الجزائر على أنها قوة ضاربة وان لها وزنا على المستوى الدولي.

Loading...