الداخلة على موعد مع النسخة الثالثة من منتدى “Africa Business Days”
انعقدت، اليوم الاثنين بالداخلة، أعمال النسخة الثالثة من المنتدى الاقتصادي “Africa Business Days”، الذي يروم دعم وتطوير الاستثمار والمبادلات التجارية بين البلدان الإفريقية، وتسريع عملية الاندماج الاقتصادي الإقليمي.
ويروم هذا المنتدى، المنظم من طرف مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، بشراكة مع الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات والمركز الجهوي للاستثمار، والذي يحتفي بجمهورية تشاد كضيف شرف، تأسيس فضاء للقاء ديناميكي وغني بالمحتوى بين فاعلين اقتصاديين مغاربة وأفارقة وأجانب، ولتعزيز البراغماتية التجارية والاندماج الاقتصادي والتنموي المشترك في التعاون جنوب-جنوب.
كما يعد هذا الحدث، الذي ينعقد بمشاركة فاعلين اقتصاديين وأعضاء غرف التجارة والخدمات في إفريقيا، ملتقى حقيقيا تتفاعل في إطاره تجارب عدد من الجهات وأوساط الاقتصاد والمال والأعمال من أجل التطوير المشترك لديناميات الاستثمار المبتكرة.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، أهمية تنظيم هذا المنتدى الاقتصادي بجهة الداخلة – وادي الذهب، من حيث مساهمته في تعزيز الشراكات جنوب – جنوب، وتطوير الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدان الإفريقية، وتسريع التكامل الاقتصادي الإقليمي، والنهوض بالجهة ومؤهلاتها المتعددة.
وأضاف السيد مثقال، في كلمة تليت نيابة عنه، أن هذا الحدث الاقتصادي، الذي يحتفي في نسخته الثالثة بدولة تشاد، يجسد متانة العلاقات العريقة ومتعددة الأبعاد التي تربط بين المملكة المغربية وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، والتي تتسم بالتضامن والاحترام المتبادل وتعزيز القيم المشتركة.
وأكد، في هذا الصدد، أن المغرب عازم على مواصلة العمل جنبا إلى جنب مع البلدان الشقيقة بالقارة من أجل التنمية البشرية والمستدامة لإفريقيا صاعدة ومتحررة، تنفيذا للرؤية الملكية لإفريقيا مستقرة ومنفتحة ومزدهرة وقادرة على أخذ مصيرها بين يديها.
وأوضح أنه، بفضل هذه الرؤية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي تدعو إلى تعاون جنوب – جنوب تضامني وفعال، انبثقت دينامية وطنية حقيقية منذ أزيد من عشرين سنة، تجمع بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني وجميع القوى الحية في البلاد للمساهمة في بروز إفريقيا جديدة وقوية.
وبخصوص العلاقات بين المغرب وتشاد، أكد السيد مثقال أن البلدين يتقاسمان وجهات نظر متقاربة بفضل أواصر الأخوة والتعاون التي تجمعهما، مضيفا أن “تميز علاقاتنا السياسية يرتكز على روابط اقتصادية دائمة وتعاون غني ومتعدد الأوجه، كما يتضح من خلال العديد من اتفاقيات التعاون الموقعة بين بلدينا في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك”.
وبعدما ذك ر بالعلاقات المتجذرة بين البلدين والتي تتعزز باستمرار، أكد السيد مثقال أن موقف تشاد بشأن مغربية الصحراء “ثابت وواضح ولا يحتمل أي لبس”، مشيدا في الوقت ذاته بقرار هذا البلد الشقيق فتح قنصلية عامة له بمدينة الداخلة في المستقبل القريب.
من جانبه، قال رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، الخطاط ينجا، إن هذا المنتدى الاقتصادي، الذي حضرته فعاليات اقتصادية إفريقية مهمة، يشكل مناسبة للتعريف بالمؤهلات التي تزخر بها الجهة، باعتبارها بوابة المملكة نحو بلدان القارة وجسرا حقيقيا لتمتين العلاقات بين المغرب وعمقه الإفريقي.
وأبرز السيد ينجا أن تنظيم هذا الحدث يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الجهة خصوصا والمملكة المغربية عموما، للتنمية الاقتصادية المندمجة والشاملة والمستدامة بأبعادها الموسعة، والتي ترتكز على المنفعة المتبادلة جنوب – جنوب وشمال – جنوب على أساس مبدأ رابح – رابح.
وأوضح أن جهة الداخلة – وادي الذهب تعمل في هذا الاتجاه بهدف إرساء علاقات اقتصادية متعددة ومتجانسة، تحرر الطاقات وتساهم في الدفع بالجهات الجنوبية الثلاث وببلدان القارة، من خلال روافع للنمو المستدام والتنمية المندمجة، وإعادة تشكيل منظومات أكثر ابتكارا ومرونة، والقيام باستثمارات منتجة وذات صلة، فضلا عن تحديد مواقع متباينة ومبتكرة.
وأضاف السيد ينجا أن الجهة تؤكد انخراطها في الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى جعل الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية في خدمة التنمية والتعاون والتكامل الاقتصادي مع إفريقيا وتقوية الروابط التي تجمع المملكة بباقي بلدان القارة.
من جانبه، قال سفير جمهورية تشاد بالمغرب، حسن أدوم بخيت هجار، إن الرؤية الجديدة لإفريقيا في مجال التنمية ترتكز على ضرورة اعتماد دول القارة على مواردها ووسائلها الخاصة وإرساء تكامل في ما بينها لمواجهة التحديات المشتركة، داعيا القطاع الخاص إلى الاضطلاع بدوره في خلق القيمة ومناصب الشغل وإرساء شراكات رابح – رابح.
وأضاف السيد بخيت هجار أن تشاد، التي تشارك في أعمال هذا المنتدى الاقتصادي بوفد مهم، تطمح إلى عقد شراكات واتفاقيات للتعاون، لاسيما مع المغرب الذي يمنح فرصا استثنائية للبلدان الإفريقية في إطار سياسة للتنمية الاقتصادية جنوب – جنوب.
وخلال هذا المنتدى، تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات للشراكة بين الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات وكل من غرفة التجارة والصناعة والفلاحة والمعادن والصناعة التقليدية في تشاد، والمجلس الوطني لأرباب المقاولات في تشاد، و”أفريكان غلوبال هيلث”.
كما تم، بهذه المناسبة، تقديم عرضين الأول بعنوان “تشاد، أرض الفرص الاقتصادية: صناعات، زراعات، تربية المواشي، مناطق اقتصادية”، والثاني في موضوع “الداخلة، منصة اقتصادية ذات مؤهلات مهمة”.
وتضمن برنامج هذا المنتدى، كذلك، تنظيم جلسات لمناقشة مواضيع حول “منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية: تطوير ممرات الطرق والسكك الحديدية والموانئ الأطلسية في إفريقيا”، و”التراث اللامادي الإفريقي، محرك للاقتصاد؟”، و”تمويل المشاريع، أي أدوات في سياق الأزمات والندرة؟”.
وعرف هذا المنتدى الاقتصادي حضور، على الخصوص، والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب علي خليل، ورئيس الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات عبد المنعم فوزي، ووفد اقتصادي تشادي مهم، بالإضافة إلى منتخبين ورؤساء عدد من المصالح الخارجية وفاعلين اقتصاديين مغاربة وأفارقة