وزير بوركينابي سابق..الداخلة أضحت بمثابة ملتقى إفريقي للتبادل في مجال الذكاء الاقتصادي
(أجرى الحوار.. الحسن بنيحيى)
أكد وزير الصناعة والتجارة والصناعة التقليدية البوركينابي السابق، هارونا كابوري، اليوم الجمعة، أن الداخلة أضحت بمثابة ملتقى إفريقي للتبادل في مجال الذكاء الاقتصادي، وفضاء للتفكير وتقييم وضعية الأبحاث في هذا المجال.
وأبرز السيد كابوري، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة انعقاد الملتقى الرابع لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، والمؤتمر الثاني للذكاء الاقتصادي للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة، أنه “بتوالي اللقاءات، أضحت جوهرة الجنوب مرجعا ومركزا للتفكير في الذكاء الاقتصادي، موفرة إطارا ملائما للمناقشة للممارسين والباحثين والأساتذة والفاعلين من المجتمع المدني”.
ونوه الوزير السابق، وهو أيضا رئيس مركز تفكير إفريقي يعنى بقضايا الذكاء الاقتصادي، بأهمية هذا النوع من اللقاءات في تعميق المعرفة وتنمية الكفاءات، مشيرا إلى أن “التفكير هو جوهر العمل، ويجب أن نفكر أولا ثم نتصرف لننجح في أي عمل. إن النظرية والتطبيق عنصران مرتبطان بشكل وثيق”.
واعتبر السيد كابوري أن الاهتمام الذي أبدته العديد من الجمعيات الإفريقية بالذكاء الاقتصادي، والإجراءات التي قامت بها الجامعة المفتوحة بالداخلة والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالمدينة، من أجل تعزيز هذا التخصص من خلال التكوين، يظهر، أهمية هذا الموضوع، الذي يجب أن يكون موضوعا للبحث والتساؤل والتكوين داخل الجامعات.
وأشار إلى أن الذكاء الاقتصادي يعد شكلا من أشكال حكامة المعلومة، مسجلا أن تنمية الاقتصاد والسياسات العمومية والقدرة على مواجهة التحديات المختلفة يعتمد على الإلمام الجيد بالمعلومة.
وفي هذا السياق، أكد السيد كابوري، مؤلف كتاب “تأثير الذكاء الاقتصادي على الاستشراف”، أن أهمية أي معلومة تكمن في تصورها، موضحا أن البيانات المتباينة لا تشكل معلومات في حد ذاتها، ولا تستخدم في اتخاذ قرارات دقيقة وفعالة.
وقال إنه على مستوى قارة إفريقيا، من المرجح أن يدعم هذا التخصص الاقتصادي عمل أي إطار عام أو خاص، باعتباره أداة أساسية لمعالجة المعلومات، مضيفا أن القارة السمراء مدعوة إلى تقديم إجابات لانشغالات السكان وتطوير سياسات عمومية ملائمة.
وتابع بالقول إنه من أجل تحقيق هذه الغاية، فإن عمليات التخطيط وبلورة الرؤى الاستراتيجية، مع توقعات استشرافية تمتد على مدى أكثر من 40 سنة، تجرى من قبل منظمات مختلفة، ولا سيما الدول، مبرزا أهمية الذكاء الاقتصادي في تطوير الدراسات القطاعية وخطط العمل الناتجة عنها.
وأشار إلى أن الذكاء الاقتصادي يؤثر على صياغة الدراسات الاستشرافية الموضوعاتية، وجمع المعلومات ومعالجتها، وإنشاء الأدوات اللازمة لتسطير السياسة العمومية، مضيفا أن تنفيذ السياسات العمومية المستدامة يتيح للذكاء الاقتصادي إمكانية القيام بالتشخيص الصحيح والحصول على عناصر اتخاذ القرار.
وفي هذا الصدد، أشاد السيد كابوري بالتطور الذي يعرفه المغرب، والذي هو بصدد “إنجاح العديد من الأوراش، بفضل سياسات عمومية فعالة ورؤية استراتيجية طويلة المدى، بفضل ضبط المعلومة”.