تلدغ الإنسان 90 مرة في ليلة واحدة.. أعراض وسبل محاربة حشرة بق الفراش

شرعت المملكة في تفعيل نظام اليقظة الصحية لمواجهة أي احتمال لتسرب حشرة بق الفراش إلى التراب الوطني، حسب ما أعلنته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في بلاغ لها، فما هي هذه الحشرة، وأين تكمن خطورتها؟

تُعرف حشرة بق الفراش بكونها “حشرات صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للحمرة تمتص الدم وتزول لدغاتها دون علاج في غضون أسبوع أو أسبوعين”، وانتشارها ليس وليد اليوم إذ يعود لسنوات قديمة.

احمرار الجلد

وحسب ما أكده الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، فهذه الحشرات غير ناقلة للأمراض سواء الفيروسية أو الطفيلية، مشيرا إلى أن تأثيرها على صحة الإنسان يكمن في لدغتها التي تؤدي إلى احمرار في الجلد وحساسية، بحيث يشعر المصاب بحكة.

ويجذب جسم الإنسان حشرة بق الفراش عبر رائحة ثاني أكسيد الكربون التي تفوح منه ليلا، كما تجذبها حرارة جسم الإنسان، إذ تظل بعيدة عن الجسم بمترين فقط، وكحد أقصى 20 مترا، وفق الطبيب حمضي.

وأبرز حمضي، في تصريح لموقع “إس إر إن تي نيوز”، أن خطورة لدغة هذه الحشرة تكمن في إمكانية الإصابة بفقر الدم في حال كان المنزل موبوءا جدا بها، واستمرت في امتصاص الدم لأيام.

وفي ما يتعلق بأصل هذه الحشرات، أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن انتشار هذه الحشرات ليس وليد اليوم، إذ تم القضاء عليها منذ 70 سنة بفضل مبيد حشري سابق يسمى DDT، موضحا أن عودة انتشارها يرجع إلى اكتسابها مقاومة ضد المبيدات البديلة بعد توقف استعمال المبيد المذكور.

 

كما توجد، وفق حمضي، مجموعة من الأسباب المؤدية إلى عودة انتشار هذه الحشرات، بحيث عادت منذ 30 سنة في الولايات المتحدة وكندا ونيوزلندا، كما ظهرت مجددا منذ 15 سنة في أوروبا، بعدما اكتسبت مقاومة ضد المبيدات المستعملة، فضلا عن انتشار ثقافة شراء الأدوات والألبسة القديمة وإعادة استعمالها.

من جهة أخرى، أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن انتشار هذه الحشرات لا علاقة له بالنظافة، مبرزا أنها تنتقل من مكان إلى مكان عن طريق الأدوات والحقائب والأفرشة والسفر ويمكن أن تغزو أي منزل كيفما كان وأي إنسان كيفما كان مستواه الاجتماعي.

وأشار، في هذا الإطار، إلى أن حشرة بق الفراش تتكاثر أكثر مع ارتفاع درجة الحرارة (ما بين 21 إلى 28 درجة)، ما يسمح لها بالتزايد خلال الفترة الحالية، موضحا أنها تختفي فقط عند انخفاض درجة الحرارة لكن لا تموت، “إذ يمكن أن تظل سنة مختفية وعند عودة ارتفاع الحرارة تعود للتوالد بسرعة وبكثرة”.

وعلى غرار بعض الحشرات الزاحفة، لا تظهر حشرة بق الفراش في النهار، إذ تنشط أكثر بالليل وتتغذى على دم الإنسان، وأوضح حمضي أن “الحشرة يمكن أن تلذع الإنسان 90 مرة في ليلة واحدة، إذ تمتص دمه وتعود لمكانها لحوالي أسبوع أو أسبوعين لهضم الدم ثم تعود مرة أخرى لتقتات من دمه”.

كما أبرز أنها تعيش ما بين سنة وسنتين، إذ يمكنها أن تبيض 500 بيضة طيلة فترة حياتها ويمكن أن تظل لأكثر من سنة دون امتصاص دم الإنسان إلى أن تأتيها الفرصة.

أعراضها وسبل محاربتها

أما في ما يتعلق بالأعراض وكيفية التعرف عليها، أبرز الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن لدغة بق الفراش تتسبب في حكة واحمرار الجلد، أما في المكان الموبوء فتعرف بـ”البراز” الأسود التي تتركه في المكان الذي توجد به.

ولمحاربة حشرة بق الفراش، يوصي حمضي أولا بتجنب إدخالها للمنزل عبر تجنب شراء الأشياء القديمة، وأخذ الحيطة والحذر عند السفر إلى البلدان الموبوءة.

وفي حال اكتشاف وجودها، شدد الطبيب على ضرورة إخبار الجهات المختصة وعدم المساهمة في نشرها بمحيط المنزل أو الشخص، فضلا عن العمل على محاربتها بسرعة، مشيرا إلى أن مرور 4 أو 5 أسابيع دون محاربتها يؤدي إلى انتشارها بشكل أكبر.

ولفت إلى وجود عدة وسائل لمحاربة حشرة بق الفراش، على رأسها استعمال المكنسة الكهربائية في تنظيف الأفرشة، وتصبين الأفرشة على درجة حرارة لا تقل عن 60 درجة، فيما يمكن وضع الأشياء التي يستحيل تنظيفها في البراد على درجة حرارة أقل من الـ20 لمدة 3 أيام، مع استعمال المبيدات الكيماوية المناسبة لها.

وأظهرت الدراسات أن محاربة هذه الحشرة تتطلب ما بين شهرين إلى 3 أشهر من أجل القضاء عليها نهائيا داخل المنزل، ما يستدعي محاربتها من البداية وعدم السماح لها باقتحام المنازل.

وأكد على ضرورة اليقظة الفردية والجماعية، والاستمرار في مراقبة الحدود ووسائل النقل القادمة من البلدان المعنية بانتشار هذه الحشرات.

Loading...