بسبب الصحراء المغربية … ماكرون يخسر كل شيء داخليا وخارجيا

كثرت متاعب إيمانويل ماكرون خلال ولايته الثانية، بسبب المماطلة الفرنسية في حسم موقفها من الصحراء المغربية، كما فعلت أغلب العواصم العالمية مثل برلين ومدريد وتل ابيب وواشنطن، وزادت متاعب ماكرون داخليا وخارجيا.

ويبدو أن ماكرون خسر نخبة بلاده وأعضاء برلمانه، وقبل ذلك خسر الشعب الفرنسي بعد موجة الاحتجاجات الواسعة، إذ تلقى ضربة قاصمة وهو يطلع على الرسالة المفتوحة التي وجهها إليه 94 برلمانيا فرنسيا، تدعوه إلى إبداء موقف صريح من مغربية الصحراء وتجنب المماطلة، التي يتعامل بها مع هذا الملف، مع الإشارة إلى حالة الدعم الواسع، الذي يحظى به المغرب، من قبل دول عدة، مقابل غموض فرنسا.

وتتزايد عزلة ماكرون وفريقه يوما بعد يوم، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها له الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، الذي سانده في الانتخابات، مذكرا إياه بأن الرهان على علاقات صداقة مصطنعة مع القيادة الجزائرية خطأ لأنهم “يستخدمون فرنسا بشكل منهجي كبش فداء لتبرير إخفاقاتهم وافتقارهم للشرعية”، وما يدل على وجاهة كلام ساركوزي غضب عملاء فرنسا العميقة بسبب تصريحاته لأنها في صالح المغرب.

وتعمقت عزلة فرنسا في إفريقيا، مع تراجع المقتنعين بالخيار العسكري حلا للوضع في النيجر، وتعيد فرنسا ارتكاب الأخطاء نفسها، بالإصرار على عدم سحب قواتها من النيجر بمبررات غير واقعية، متناسية أن حالة الغضب الشعبي من وجودها كبيرة والمساندين لوجودها من دول الساحل غير مستعدين لتحمل تبعات ذلك، رغم أنها تعي جيدا أن نقل قواتها إلى تشاد خسارة واعتراف بالفشل، وسينالها هناك بعد حين ما أصابها في مالي وبوركينا فاصو وإفريقيا الوسطى والنيجر.

ويفرض المنطق الدبلوماسي على فرنسا الاعتراف بأخطائها، والتراجع عن سياساتها، وإعادة ترتيب أوراقها، وتغيير مقاربتها في العلاقة مع حلفائها والتخلي عن تعنتها والاعتذار لمستعمراتها وتعويض شعوبها عن عقود من الاستغلال البشع لثرواتها، باعتبار ذلك المدخل الوحيد، لتصحيح العلاقة مع إفريقيا، وهو المطلوب من باريس اليوم وغدا وبسرعة ووضوح، لكنه مطلب فوق قدرة ماكرون، لذلك تحتاج فرنسا إلى قائد بمواصفات استثنائية يستطيع تحقيق هذه المطالب ويعيد فرنسا الى وضعها العالمي ومكانتها وهيبتها التي فقدتها بسبب ماكرون.

Loading...