أعمال عنف وسرقة تهزّ فرنسا وسط صدمة وذهول سكان وتجار باريس
أفاق سكان وتجار وسط باريس الجمعة على مشاهد غير معهودة، وانشغلوا بإحصاء خسائر ناجمة عن أعمال الشغب والنهب التي شهدتها أحياؤهم خلال الليل، في إطار أعمال العنف التي تهزّ فرنسا بعد مقتل فتى برصاص شرطي.
وقال إيفان، وهو عامل نظافة في متجر لبيع الأحذية في حي شاتليه-لي هال الباريسي: “اليوم هو يوم عمل مفقود”.
جلس إيفان، الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل، على درجات قرب المتجر الذي تحطمت واجهاته الزجاجية وتبعثرت محتوياته بعد سرقة كميات منها. وحال هذا المتجر هو حال آخر على مقربة منه، يعود لعلامة تجارية أميركية شهيرة في مجال التجهيزات الرياضية.
وقال عامل نظافة ومعالم الذهول بادية على وجهه: “هذه المرة الأولى أرى أمرا مماثلا…”، مضيفا وهو ينتظر المسؤولة عن المتجر: “لن أتمكن من العمل اليوم. لدّي عائلها أعيلها، من الغباء القيام بأمر مماثل”.
وشهدت باريس وضواحيها ليلة ثالثة من الشغب الذي اندلع عقب مقتل الشاب “نائل. م”، بعدما أطلق شرطي عليه النار إثر عدم امتثاله لعملية تدقيق مروري في نانتير قرب العاصمة الثلاثاء.
واتسعت أعمال الشغب ليل الخميس الجمعة، وشملت تخريب مقار إدارات عامة وعمليات نهب ومناوشات متفرقة، وطالت مدنا كبرى منها مرسيليا.
قبالة المتجر حيث يعمل إيفان تشارك مارييلين في إدارة مطعم “أو كور كورونيه”، واضطرت ليل الخميس لطلب الاحتماء من رواده في صالته الداخلية، بدلا من الاستمتاع بأمسيتهم إلى طاولاته الموضوعة في الباحة الخارجية، وقالت: “كنا ومازلنا قلقين للغاية”.
وأضافت السيدة التي طلبت بدورها عدم كشف هويتها الكاملة: “عندما بدأ (المحتجون) مهاجمة المتاجر اتصلت بالشرطة، واضطررت حتى لإخماد نيران اندلعت في سلة مهملات قرب المطعم”.
ورغم ذلك، لا تعتزم مارييلين إقفال مطعمها ليل الجمعة، موضحة: “لدينا حجوزات، وعلينا أن نفتح أبوابنا. لكن إذا استمرت الأمور على هذا المنوال قد اضطر للإقفال بشكل مبكر”.
وغير بعيد من المكان، تحدثت نويل عن “خوف كبير” على مطعم “ميزون بوكلان” حيث تعمل، مبدية قلقها من استمرار الشغب، وأضافت: “مررنا بأزمة كوفيد واستسلم الجميع. إذا تكرر الأمر هذه المرة فالتجار سيموتون”.
– “أخشى أن يعودوا” –
في شارع ريفولي تقيم لويزا فييرا (58 عاما) بين متجر للمجوهرات وآخر تابع لعلامة أزياء فرنسية، تعرّض كلاهما للتخريب والنهب خلال الليل.
استيقظت هذه السيدة التي تعمل حاجبة للمبنى على صوت “ضوضاء قوية”، وقامت عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل بوضع قفل على باب متجر الملابس للحيلولة “دون مواصلة الأشخاص الدخول والسرقة”، وتابعت وهي تتكئ على باب المبنى: “أخشى أن يعودوا هذه الليلة ويقوموا بما هو أسوأ”.
وأبدى بعض المشاركين في الاحتجاجات استغرابهم بعض الأعمال التي تخللتها.
وقال الشاب إبراهيم الذي كان موجودا في المكان بعد مشاركته في الاحتجاجات الليلية إنه شارك في إلقاء المفرقعات النارية لكنه “فوجئ” بتطوّر الأحداث مع مرور الوقت.
وتابع إبراهيم وهو جالس قبالة متجر العلامة التجارية الرياضية الأميركية بأن المحتجين “ليسوا على صواب ولا على خطأ، لأن السرقة والنهب لن يضيفا شيئا إلى التحقيق”، مستدركا: “لكن إظهار غضبنا يظهر أننا ضقنا ذرعا بسوء تصرّف الشرطة”
أف ب