الداخلة.. تقديم الجزء الرابع من كتاب “ذاكرة هوية ووطن.. مذكرات من الداخلة”
الداخلة بلوس: وم ع
جرى، مساء أمس الثلاثاء بالداخلة، التوقيع على الجزء الرابع من كتاب “ذاكرة هوية ووطن .. مذكرات من الداخلة”، لمؤلفه الحسن لحويدك، الفاعل الثقافي والسياسي ورئيس جمعية الوحدة الترابية للتنمية البشرية والأعمال الاجتماعية بجهة الداخلة – وادي الذهب.
وشكل هذا الحفل، الذي حضرته مجموعة من الفعاليات الثقافية والجمعوية المحلية بالإضافة إلى رؤساء وممثلي عدد من المصالح الخارجية بالجهة، مناسبة لسبر أغوار هذا الكتاب والتعريف به وقراءة محتوياته من زوايا ورؤى مختلفة تغني مضمونه وتفتح آفاقا فكرية رحبة لنسج تصورات جديدة بنفس جديد ومتجدد خدمة للتاريخ المحلي لجهة الداخلة – وادي الذهب، باعتباره جزء ومكونا من مكونات الذاكرة التاريخية الوطنية.
وفي تقديمه للكتاب، يقول السيد لحويدك، إن هذا الجزء الرابع هو امتداد للأجزاء الثلاثة المنصرمة من حيث السياقين الزماني والمكاني، مضيفا أنه تطرق إلى عدد من الأحداث والمحطات التي طبعت مساره بالمدينة في تسلسلها الزمني بشكل متناسق من حيث معايشة تجربتها وتطوراتها ومكتسباتها وعبرها والأبعاد والرسائل التي يتوخى إيصالها لكل مهتم ومتتبع للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
وأكد المؤلف أن سرد هذه التجربة المعيشة التي أرادها أن تبقى توثيقا شاهدا على هذه المرحلة، يتواصل في محطة الجزء الرابع للكتاب، من خلال التعريف بقضية الصحراء المغربية وتطوراتها المتلاحقة التي تتطلب المزيد من التعبئة والترافع عن الوحدة الترابية، واستثمار مختلف وسائل الدبلوماسية الرسمية والجمعوية المواكبة لها من أجل تحصينها، ومسايرة تطوراتها ومستجداتها والتحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وأضاف “لقد ارتأيت في هذا الجزء أن أطل على القارئ /ة بتجديد من داخل الحفاظ على المنهجية، بحيث سأحاول في هذا الجزء، وعند كل لحظة، مناشدة ذاكرتي، في ما وثقت، منذ حلولي بوادي الذهب، وربط بعضها بسياقها وامتداداتها وأبعادها، معتمدا منهجية التسلسل الكرونولوجي، طالقا العنان للذاكرة تمارس حضورها وهي تولي الحاضر عناية خاصة، دون أن تتوارى عن أنظار استشراق المستقبل البهيج”.
وتابع السيد لحويدك أن مضامين هذا العمل الأدبي، الذي يقع في 444 صفحة من الحجم المتوسط، تتمحور من خلال مستجدات السياقات الوطنية والإقليمية والدولية الراهنة، بما تحمله من تحديات ورهانات على جميع الأصعدة تتطلب من كل الفعاليات مواصلة التعبئة لمواصلة التعبئة لمواجهتها.
وأضاف أن تصميم محاور الكتاب في كل أجزائه هو عبارة عن سرد تجربة ذاتية، تتطرق لهذه الفترة بأحداثها البارزة من خلال معايشته لها وللأنشطة الجمعوية والثقافية والأكاديمية المتعددة التي ساهمت في فعاليتها، وشهادات وانطباعات لمجموعة من الفعاليات المتنوعة، علاوة على مداخلات ومقالات وتصاريح واستضافات إعلامية، ومشاركات في ملتقيات محلية ووطنية ودولية.
من جهته، قال المدير الجهوي للصناعة والتجارة، بوشعيب قيري، إن هذا اللقاء يشكل مناسبة للوقوف على كتاب “ذاكرة هوية ووطن .. مذكرات من الداخلة”، من أجل استنباط الدروس والعبر عبر مجموعة من الأحداث التي تطرق إليها المؤلف، والتي تؤرخ لمجموعة من المحطات التي مرت منها المنطقة في جانبها التنموي والثقافي، وكذا الجهود المبذولة في مجال الترافع عن القضية الوطنية.
وأبرز السيد قيري أن الكتاب نجح في التقاط الأحداث من الماضي ليربطها بالحاضر ويستشرف المستقبل، من خلال محاور متعددة تنتشر عبر خارطة هذا المتن الممتع، لتغرف من بحر تاريخ المنطقة، وتمحت من صخر الحاضر بكل تجلياته البسيطة أو المستعصية، لكن بأسلوب السهل الممتنع الغارق في البساطة الجميلة والخالي من كل أوجه التصنع.
وأضاف أن “الكتاب فيه شيء من السيرة الذاتية، نستطلع من خلاله بعض الشذرات في حياة المؤلف بصفته واحدا من الذين عادوا إلى الديار بهم ة الوطني المخلص، الوفي لجذوره، والملتزم بقضية وطنه والمناضل الملحاح في مساعيه للمساهمة في الترافع عنها أينما حل وارتحل”.
وتميز هذا الحدث بتكريم الأستاذ أحمد العهدي، المحال على التقاعد بعد ما قضى زهاء أربعين عاما من العمل الدؤوب، بصفته مربيا للأجيال في قطاع التربية والتكوين، ولانخراطه القوي في العمل الجمعوي الهادف، لاسيما وأنه الموجه لكل نسخ هذه السلسلة من الكتب التي أصدرها المؤلف، حيث واكب معه أهم محطات إخراج كل النسخ إلى حيز الوجود