البوليساريو تحرم محتجزي تندوف من مساندة المنتخب المغربي بقطع الكهرباء

سيرا على دأب الجزائر، التي مارست قنواتها الإعلامية الرسمية تعتيما على الإنجازات التي سجلها المنتخب الوطني المغربي لكرة الفكرة في كأس العالم بقطر، قطعت جبهة “البوليساريو” التيار الكهربائي عن الأحياء المزودة به في مخيمات تندوف على التراب الجزائري، لحرمان الصحراويين المحتجزين هناك من متابعة المباراة الأخيرة لـ”أسود الأطلس” أمام إسبانيا برسم ثمن نهائية المونديال.

وكشفت تسجيلات صوتية لمواطنين من الأقاليم الجنوبية للمملكة، نقلا عن أقاربهم في مخيمات تندوف، أن قيادة جبهة “البوليساريو” لجأت إلى قطع التيار الكهرباء قبيل مباراة المغرب وإسبانيا، إدراكا منها بأن الصحراويين المحتجزين سيشجعون الفريق الوطني؛ ما يعكس الهشاشة التي تعاني منها الجبهة على المستوى الداخلي، بعد أن تزايدت عزلتها، خارجيا، إثر النجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب والتي دفعت عددا من الدول إلى إلغاء الاعتراف بها

الإجراء الذي لجأت إليه “البوليساريو” أكده أيضا صحراويون من المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث أفادت سيدة مقيمة هناك، في تسجيل صوتي عبر إحدى منصات التواصل الفوري، بأن التيار الكهربائي قُطع عن المحتجزين في مخيم الداخلة ومخيم السمارة، قبيل صلاة العصر، حتى لا يشاهدوا المباراة التي أهلت المغرب إلى ثمن النهاية، مضيفة: “هاد الناس (تقصد قيادة الجبهة)، يتلاعبون بالناس اللي مسكينة مقيمة في المخيم”.

قيادة جبهة “البوليساريو” عاشت على أعصابها بعد انتصار المغرب على إسبانيا، مخافة أن يخرج الصحراويون الذين يعارضون الجبهة داخل مخيمات تندوف للتعبير على الفرحة بانتصار المغرب.

وتضيف السيدة، التي نقلت من داخل المخيمات وقائع قطع التيار الكهربائي، أن قيادة الجبهة لجأت، عن طريق الدعاية الإعلامية، إلى العودة بالصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، الواقعة على التراب الجزائري، إلى تشغيل أسطوانة التحريض والتذكير بـ”استعمار” المغرب للصحراء، واصفة هذا التصرف بـ”الجهل”.

وعبرت المتحدثة ذاتها عن استنكارها لتصرف قيادة جبهة “البوليساريو”، مبدية مناصرتها للمنتخب المغربي بقولها: “والله إن شاء الله هوما اللي يغلبو البرتغال (في مباراة ربع النهاية)، ولا يديو كاع كأس العالم، وبالصحة لهم وبالنصر والتيسير”.

 

ويتماهى قرار جبهة “البوليساريو” مع موقف القيادة الجزائرية بشأن التعاطي مع مشاركة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس العالم بقطر، إذ عمدت وسائل إعلامها الرسمية إلى عدم ذكر اسم المنتخب المغربي، من أجل التعتيم على مشاركته، رغم وصوله إلى دور ربع النهاية.

واستمر هذا النهج حتى بعد الانتصار على المنتخب الإسباني في دور الثمن بضربات الجزاء، حيث تحدث التلفزيون الرسمي الجزائري عن “مغادرة المنتخب الإسباني للعاصمة القطرية الدوحة، بعد إقصائه المر في الدور السادس عشر. وكانت المباراة صعبة بالنسبة لهم، حيث وصلت إلى الأشواط الإضافية ثم إلى ركلات الترجيح، لتحسم الأمور في الأخير؛ مما أدى إلى إقصاء منتخب “لاروخا””، دون أي إشارة إلى أن إقصاء الإسبان تم على يد المنتخب المغربي.

Loading...