التطور التنموي بالأقاليم الجنوبية للمملكة انعكس ايجابا على مختلف المجالات الحيوية للمواطنين وفي مقدمتها قطاع العدالة

أجمع عدد من المتدخلين في أشغال المؤتمر الـ31 لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، التي افتتحت، اليوم الخميس، بمدينة الداخلة، على أن التطور التنموي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة انعكس ايجابا على مختلف المجالات الحيوية بالنسبة للمواطنين، وفي مقدمتها قطاع العدالة.

وأكدت المداخلات في هذا المؤتمر، الذي تستضيفه هيئة المحامين لدى محاكم الاستئناف بأكادير والعيون وكلميم، تحت شعار “المحاماة بالمغرب، نضال وطني مستمر، أمن مهني ملح وانتماء إفريقي دائم”، وعرف، على الخصوص، حضور عامل إقليم أوسرد، عبد الرحمان الجواهري، ورئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، الخطاط ينجا، والقناصلة والقناصلة العامين لعدد من البلدان الإفريقية بمدينتي الداخلة والعيون، إضافة إلى عدد من نقباء المحامين العرب والأفارقة، أن التطور على مستوى قطاع العدالة تجسد في النهوض بأدوات عملها وتأهيل مرافقها والتقدم في مسارات تحديثها ورقمنتها، إضافة إلى تمكينها من الموارد البشرية والمادية الكافية.

ودعا رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، عبد الواحد الأنصاري، في كلمة بالمناسبة، إلى بلورة مفهوم مهني يرتبط بالأمن في مجال مهنة المحاماة، يكون مستوعبا لجميع الإشكاليات المرتبطة به، سواء من الناحية القانونية أو الحقوقية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، مسجلا الحاجة إلى تقوية المنظومة التشريعية في إطار مقاربة تشاركية.

ومن جهة أخرى، أوضح السيد الأنصاري في معرض بسطه للعوائد الإيجابية للانفتاح على البعد الافريقي، أن هذا الأخير سيساهم أيضا في تقوية دور المحاماة بغرض بلورة “دبلوماسية موازية قوية وفعالة قوامها الترافع عن قضايانا الوطنية والدفاع عن مصالح بلادنا الاستراتيجية، بما يخدم التنمية والسلم بقارتنا بمنطق رابح رابح”.

أما نقيب هيئة المحامين بأكادير، نور الدين خليل، فذكر بأن مهنة المحاماة أسهمت في المحطات الفاصلة في تاريخ المغرب الحديث، وفي لبنات بناء دولة الحق والقانون والحريات، مشيرا إلى أنها “ساهمت وتساهم دائما في قضايا الوطن العليا، حينما اختارت عقد المؤتمر في هذا الجزء من الوطن، من خلال انخراطها في الدينامية التنموية التي تعرفها أقاليم جنوب المملكة”.

وأوضح أن الهيئة عملت على دعوة جميع الهيئات والتنظيمات المهنية للمحامين في الدول الجارة والشقيقة والصديقة لهذا اللقاء، لترسخ “سيادة المغرب على أرضه وتطلع العالم والرأي العام المهني الدولي على التقدم الباهر الذي يحققه وطننا”.

وكشف، من جهة أخرى، أن من أهم المواضيع التي يتناولها هذا المؤتمر هناك تحيين الإطار القانوني وتعديل قانون مهنة المحاماة، لافتا إلى هذا “الورش الذي استحوذ على اهتمام المحامين منذ أكثر من عشرين سنة، ولا زال يشكل محور اهتمام رئيسي”. وتم على هامش أشغال اللقاء، توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون بين هيئات المحامين بالمغرب، والهيئات المماثلة لها في دول شقيقة وصديقة، هي موريتانيا والسنغال، إضافة إلى البينين والتوغو وجزر القمر والنيجر ومالي وبوركينافاسو وغينيا.

كما جرى تكريم شخصيات مرموقة في مجال المحاماة، من التي نذرت حياتها لخدمة العدالة وإسنادها. ويتعلق الأمر بكل من مبارك الطيب الساسي، وعبد اللطيف أعمو، والعبادلة بن محمد الأغظف، ومولاي حسن بن السعدي، وأحمد بوبريك، إضافة إلى نقيب المحامين بدولة فلسطين.

Loading...