كرونولوجيا العداء التونسي للمغرب في عهد قيس السعيد
مثلت لحظة استقبال زعيم الانفصاليين ابراهيم غالي امس الجمعة من طرف الرئيس التونسي المنقلب على الدستور قيس السعيد، واحدة من محطات العداء الظاهر للوحدة المغربية منذ وصول قيس الى الحكم.
واتضح امس أن استقبال زعيم الانفصاليين، ليس في معزل عن خطوات عدائية سابقة وسمت عهد الرئيس الحالي، إذ تحتفظ ذاكرة المغاربة بإشارات سلبية ومواقف غير ودية تجاه المصالح العليا للمملكة المغربية.
إذ بعكس الشرعية وكل الأعراف، طالما اصطدمت جدية ومصداقية المغرب بتعنت وتجاوب أقل ما يقال إنه باهت من قبل الرئيس التونسي قيس السعيد.
فقد اوقف السعيد كل أوجه التعاون مع المغرب، وقلّص التواصل على المستوى الرسمي، والملاحظ أن الوزراء التونسيون لم يزوروا المغرب طيلة المدة الماضية، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاجتماعات متعدد الأطراف التي تُنظم هنا في المغرب.
ومن أوجه العداء البارزة أيضا والذي اتخذ طابعا متسلسلا الى ان وصل الى وصل اليه امس، نعود فيه الى الحديث عن موقف تونس داخل أروقة الأمم المتحدة، إذ في الوقت الذي يلقى مقترح الحكم الذاتي الدعم والمساندة، سجل التاريخ أن تونس كان لها موقف سلبي في مجلس الأمن، أثناء التصويت على القرار رقم 2602 حول الصحراء المغربية.
هذا الموقف السلبي خالف الموقف التاريخي لتونس منذ افتعال هذا النزاع، والذي كان مفاجئا ليس للمغرب فقط، بل وللصوت العربي في مجلس الأمن الدولي.
السعيد جمعته عقيدة العداء مع جاره الجزائرئي المعادي الأول للمغرب، لذلك كان من الطبيعي أن ينحاز ويميل إليها تحت اغراءات الاموال والغاز.
وهو ما استغلته الجزائر، إذ لم تترك الفرص تمر دون أن تستغل ظروف تونس السياسية والاقتصادية، لتؤسس لمصالح عدائية ومحاولات لتوجيه بلاد قرطاج نحو ما تريده الجزائر.
ففي دجنبر 2021، زار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تونس، وخلالها ارتأى الجانبان أن يغردا خارج السرب، وفي بلاغ مشترك أكدت الدولتان على “ضرورة تبني مقاربة مختلفة عن الأطر التقليدية للتعاون، من أجل وضع أسس جديدة للشراكة بين البلدين”، ورغبتا في تأسيس إطار إقليمي بديل لا يوجد فيه المغرب.
وفي ما يخص الملف الليبي، الذي لعب فيه المغرب دورا تصالحيا محوريا، كان الرئيس التونسي لا يشتغل إلا بما تقوله الجزائر، التي غاظها الدور المغربي.
كل هذه المؤشرات والتحركات العدائية، قابلها أسلوب واضح من المغرب، لم يخرج عن نطاق المصداقية وحسن الجوار. إذ ظل صادقا وساعيا إلى مزيد من التعاون مع تونس، يما يُرقي العلاقة الثنائية في كل أوجهها.