بلدان الجنوب مدعوة إلى إرساء استراتيجية فعالة لتعزيز الاستثمار في مجالها البحري
الداخلة بلوس : و م ع
قال رئيس جمعية حماية الثروة البحرية، محمد بنان، اليوم السبت بالداخلة، إن بلدان الجنوب مدعوة إلى إرساء استراتيجية فعالة لتعزيز الاستثمار في مجالها البحري.
وأوضح السيد بنان، خلال افتتاح أشغال الدورة الأولى للملتقى الدولي لرجال البحر، المنظمة على مدى يومين تحت شعار “آفاق الاقتصاد الأزرق بإفريقيا”، أنه ينبغي على بلدان الجنوب التفكير في بناء منظومة قوامها الاتحاد وتعزيز الشراكات مع بلدان الشمال من أجل بناء اقتصاد بحري مزدهر.
وأضاف أن هذه البلدان مدعوة كذلك إلى اتخاذ مزيد من التدابير والإجراءات لحماية ثرواتها البحرية وتطويرها والحفاظ عليها، وتحسين طرق الاستغلال، وتشجيع الاستثمارات، وتوسيع نطاق العمل المشترك، الثنائي أو المتعدد الأطراف.
وأشار السيد بنان إلى أن تحقيق هذه الأهداف والنهوض بالقطاع البحري يستلزم تضافر جهود جميع الهيئات والمؤسسات العمومية والخاصة والفاعلين المعنيين، وكذا فهم جيد للواقع وعزم حقيقي على الانخراط في دينامية تطوير آليات العمل والتواصل على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وأبرز أن الاقتصاد البحري أصبح يضطلع بدور متقدم في تحديد مسارات وخيارات الكثير من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، مما شكل حافزا لدى البلدان المتقدمة لتكثيف استثماراتها في هذا القطاع وفي المجالات المرتبطة به، من صيد بحري وملاحة تجارية ونشاط مينائي وسياحة بحرية، فضلا عن استغلال الثروات البحرية المعدنية وإنتاج الطاقة الأحفورية.من جهته، قال رئيس المرصد الوطني لرجال البحر، عبد الرحيم لقبي، إن الاقتصاد البحري أضحى يشكل عصب الاقتصاد العالمي، بالنظر إلى تعدد مجالات اختصاصه التي تمتد من الملاحة التجارية والموانئ والصيد البحري مرورا بالسياحة البحرية إلى باقي الثروات البحرية التي تشمل المعادن المستخرجة من البحر ومصادر الطاقة.
وأضاف السيد لقبي أن قطاعات الاقتصاد البحري تربطها علاقات إنتاج مشترك مع قطاعات اقتصادية أخرى في البر مثل الصناعة والنقل واللوجستيك والإدارة، مما يستلزم من السلطات والهيئات المعنية العمل على تطويرها ودعمها ضمن مخططاتها التنموية الجهوية والوطنية على حد سواء. وأشار إلى أن الحرص على حماية الفضاء البحري وتطوير العمل به أصبح هاجسا لدى كل دولة ومنطقة تنافس شرس بين القوى العالمية الكبرى، معبرا عن أمله في وضع استراتيجية في المستقبل القريب تؤمن مصالح القارة الإفريقية في إطار التعاون والأمن والسلام مع مختلف الشركاء في العالم.
ومن جانبه، قال رئيس وكالة الاتصال والتعاون الدولي، عبد الهادي مزراري، إن الاقتصاد الأزرق يعد من أهم القطاعات الحيوية التي يتماهى فيها ما هو اقتصادي بما هو اجتماعي وسياسي، لافتا إلى أن المجال البحري يرتبط ببقية القطاعات الأخرى ويؤثر فيها، كما يساهم بنصيبه في إحداث فرص الشغل ومصادر النمو. وأضاف السيد مزراري أن دعم وتطوير الاقتصاد الأزرق واستدامته يفرض على الجميع العمل بشكل مشترك للحفاظ على المجال البحري من الأخطار المحدقة به، والمتمثلة على الخصوص في التلوث والقرصنة والاستغلال المفرط للثروات البحرية.
وأشار إلى أن الاقتصاد الأزرق من القطاعات الواعدة التي بإمكانها الدفع باقتصاديات بلدان القارة الإفريقية التي تحتاج إلى إقلاع اقتصادي حقيقي طالما انتظرته لتجاوز المشاكل والمعيقات التي تتخبط فيها منذ عقود.
وخلص السيد مزراري إلى أن الاقتصاد الأزرق، بطبيعته، يفرض العمل المشترك والمتبادل بين الدول والقارات، كما أنه يشكل حلقة وصل أساسية للتعاون والتقارب بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب.
ويهدف الملتقى الدولي لرجال البحر، الذي ينظمه مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب بشراكة مع المرصد الوطني لرجال البحر وجمعية حماية الثروة البحرية ووكالة الاتصال والتعاون الدولي، إلى تعزيز وإدماج مفهوم الاقتصاد الأزرق ضمن الاستراتيجيات الإنمائية للمناطق البحرية.
وتسعى هذه التظاهرة إلى المساهمة في مقاربة اقتصاد بحري يرتكز على الاستعمال المستدام والتدبير الجيد للنظم الإيكولوجية المائية والموارد الطبيعية البحرية، وكذا تعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية لإرساء استراتيجية بحرية متكاملة لإفريقيا في أفق سنة 2050.
ويعرف هذا اللقاء مشاركة مجموعة من مهنيي قطاع الصيد البحري والمؤسسات الرسمية في القطاع البحري على مستوى الأطر والخبراء ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالاقتصاد البحري من 27 دولة إفريقية وأوروبية.