جھة الداخلة – وادي الذھب مدعوة إلى تطویر مجال تدبیر النفایات
الداخلة بلوس: و م ع
دعا المشاركون في النسخة السابعة للملتقى البیئي الجھوي، أمس الجمعة بالداخلة، إلى مضاعفة الجھود لتطویر
مجال تدبیر الخدمات العمومیة للنفایات على مستوى السلطات المحلیة في جھة الداخلة – وادي الذھب.
وأكد مدیر الملتقى، محمد یداس، أن تدبیر الخدمات العمومیة في مجال تثمین النفایات یتناغم تماما مع الاستراتیجیة
الوطنیة للتنمیة المستدامة الھادفة إلى المحافظة على البیئة وتوفیر مجال عیش أفضل للساكنة.
واعتبر السید یداس، في كلمة تلیت بالنیابة عنھ، أنھ من الضروري بلورة مقاربة مندمجة وتشاركیة للتدبیر
المستدام للنفایات ترتكز على منطق رابح – رابح، وبالتالي تمكین المؤسسات العمومیة والجماعات الترابیة
والفاعلین الاقتصادیین وممثلي المجتمع المدني، من أجل ربح رھان التنمیة المستدامة.
وأشار إلى أن بلوغ أھداف التنمیة المستدامة بات یستدعي، في الوقت الراھن، تبني نموذج تنموي جدید یتوافق مع
التوجیھات الملكیة السامیة، بشكل یجعلھ أكثر تشاركیة وأكثر اندماجیة، مما یساعد على خلق الثروة ویؤمن فرص
الشغل.
ووفقا للسید یداس، فإن الأمر یھم كذلك المحافظة على المنظومات البیئیة المھددة بالتدھور من خلال التدبیر المعقلن
للموارد بما فیھا النفایات، وتفعیل خطة تعمیریة متوازنة في مدن الجنوب تھتم بتطویر الطاقات المتجددة لتلبیة
متطلبات التنمیة الجھویة.
وأكد أن ھذا الملتقى السنوي یمثل فرصة مواتیة للاطلاع على الرؤیة الاستراتیجیة الوطنیة ومجالس الجماعات
الترابیة بالجھة في مجال التنمیة المستدامة وحمایة البیئة والاقتصاد الأخضر.
من جھتھ، أكد السید محمد الكیحل، باحث في مجال البیئة وحقوق الإنسان، في عرض بعنوان “الأسس التشریعیة
والتنظیمیة للاقتصاد الدائري في المغرب: تدبیر النفایات نموذجا”، أن إعادة تدویر النفایات یعد أحد أھداف
استراتیجیة التنمیة المستدامة، والتي تشمل سبع مجالات من بینھا الاقتصاد الأخضر الذي یعد أحد أولویات المغرب
في مجال التنمیة المستدامة، موضحا أن المغرب حدد من بین أھدافھ بلوغ نسبة 20 في المئة من إعادة تدویر
النفایات بحلول 2022.
وفي ھذا السیاق، ذكر السید الكیحل بأن المغرب اعتمد ترسانة قانونیة حول ھذا الموضوع، مشیرا بشكل خاص إلى
القانون رقم 00.28 بشأن النفایات والقضاء علیھا، والقانون الإطار رقم 12.99 بشأن المیثاق الوطني لاتفاقیة
البیئة والتنمیة المستدامة، والمخطط المدیري الوطني لتدبیر النفایات الخطرة والمخطط المدیري الإقلیمي لتدبیر
النفایات المنزلیة والنفایات المماثلة لھا.
من جانبھ، أكد عبد الحي نجوى، وھو فاعل جمعوي وخبیر في الاقتصاد الأخضر، على الاستراتیجیة الوطنیة للحد
من النفایات وتثمینھا، والتي تتوقع إیداع النفایات على الصعید الوطني بما مجموعھ 39 ملیون طن في أفق سنة
.2030
وفي ھذا الصدد، أوضح السید نجوى أن “الاستراتیجیة الوطنیة للحد من النفایات وتثمینھا” تحدد الأھداف
والمحاور الاستراتیجیة للحد من النفایات وتثمینھا وتشكل مرجعا وطنیا وأداة لدعم القرار من أجل الإدارة المستدامة
لتدبیر النفایات وتعزیز الاقتصاد الدائري على المستوى الترابي.
وتھدف ھذه الدورة السابعة، المنظمة من طرف شبكة خلیج الداخلة للعمل الجمعوي والتنمیة في موضوع “تثمین
النفایات دعامة أساسیة للاقتصاد الدائري من أجل التخفیف من التغیرات المناخیة”، إلى تعزیز تبادل التجارب
والخبرات بغیة المساھمة في التأسیس لرؤیة جدیدة لدعم سبل تثمین النفایات ببلادنا عموما وبالأقالیم الجنوبیة على
وجھ الخصوص.
وینظم ھذا الملتقى، الذي تحتضنھ المدرسة الوطنیة للتجارة والتسییر بالداخلة على مدى یومین، تخلیدا للذكرى الـ
44 للمسیرة الخضراء وبمناسبة الیوم العربي للبیئة، بشراكة مع الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمیة
المستدامة، وبتنسیق مع كتابة الدولة المكلفة بالتنمیة المستدامة، وعدد من الفاعلین المحلیین.
ویشمل برنامج الملتقى تنظیم عدد من العروض والندوات والورشات التفاعلیة حول “أسس الاقتصاد الدائري”
و”تثمین النفایات غیر المنزلیة” و”النفایات الصناعیة بالجھة”، والاطلاع على بعض التجارب المحلیة ذات الصلة.
وتم، على ھامش ھذا الملتقى، توزیع عدد من الجوائز وتكریم مجموعة من العمال المكلفین بالنظافة.