منار اسليمي و أبعاد قرار دولة الامارات بفتح قنصلية بمدينة العيون .
الداخلة بلوس :
قال رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبدالرحيم المنار اسليمي،لموقع مصري، بإن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة جاء بعد فترة من البرودة في العلاقات بين المغرب و الإمارات خلال السنتين الماضيتين، نتيجة بعض الخلافات حول ملفات إقليمية منها ملف ليبيا.
وأضاف في تصريحات لــ”الرئيس نيوز”: “اليوم بعودة دولة الإمارات بهذا القرار الاستراتيجي الكبير تكون العلاقات المغربية الإماراتية قد عادت الى خاصيتها التاريخية والتقليدية في التقارب الكبير والتنسيق المشترك بين البلدين”.
وأوضح: “لهذا القرار الإماراتي دلالات متعددة، أولها أن الأمر يتعلق بدولة عربية خليجية، فبعد فتح القنصليات في الأقاليم الجنوبية المغربية من طرف الدول الإفريقية.. يفتح قرار دولة الإمارات الباب أمام دول الخليج وباقي دول العالم العربي، لذلك من المتوقع أن تبادر باقي الدول الخليجية ومصر والأردن إلى اتخاذ نفس المبادرة خلال الأيام المقبلة”.
واستطرد: “القرار الإماراتي له أبعاد جيوستراتيجية كبيرة لأنه يُغير التوازنات من جديد داخل العالم العربي وفي شمال إفريقيا، فالمحور التقليدي التاريخي الذي له تأثير في العالم العربي يعود إلى الاشتغال بقوة، وهذا من شأنه في ملف الصحراء أن يدفع إلى عزلة قاتلة لدولة الجزائر التي تظل وحدها متمسكة بكيان (البوليساريو) ويزيد من صعوبات الوضع داخل الجزائر الذي بدأت تظهر خلافات فيه حول العلاقات مع المغرب”.
واستكمل: “هذا القرار الاستراتيجي يعيد بناء قوة التحالف داخل العالم العربي، ومن شأنه أن يدفع بالمغرب للقيام بوساطة في الأزمة الخليجية وتركيز الاهتمام على الخطر الخارجي الذي يهدد دول الخليج من إيران خصوصًا، فالمغرب شريك استراتيجي لدول الخليج، ولازال خطاب الملك محمد السادس في شهر أبريل 2016 بالرياض خطابًا مرجعيًا في العلاقات المغربية الخليجية”.
أكد رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني أن “توقيت هذا القرار يصادف انعقاد جلسات مجلس الأمن لإصدار قرار حول نزاع الصحراء، فالأمر يؤشر على أن هناك تغيير كبير قادم في ملف الصحراء لصالح المغرب، من شأنه أن يطوي كل المحاولات التي يقوم بها (البوليساريو) والجزائر للعودة بالنزاع إلى مرحلة الحرب الباردة”.
واختتم عبدالرحيم المنار اسليمي، حديثه بأنفالمغرب والإمارات كسبا بهذا القرار عودة العلاقات التاريخية بينهما إلى مسارها الطبيعي بعيدًا عن كل الخلافات التي جرت في السنتين الماضيتين، مشددًا أنهما كسبا إمكانية إعادة بناء التحالف “العربي – العربي” في كل القضايا المصيرية في مرحلة صعبة يشهد فيها النظام الدولي تحولات سريعة ويتعرض فيها النظام الإقليمي العربي لمخاطر كبيرة.