الإدارة المغربية تحتاج لتغيير العقليات أولا، قبل تغيير الأشخاص والمقاعد

الداخلة بلوس : بقلم ذ. المصطفى موزون

الإدارة المغربية تحتاج لتغيير العقليات أولا، قبل تغيير الأشخاص والمقاعد

في كثير من الاحيان يشتكي المواطن من سوء تصرف أو سوؤ معاملة من طرف موظف في مؤسسة حكومية، وذلك راجع في الكثير من الأحيان لغياب وعي مؤسساتي عند جل الموظفين، ففي كثير من الأحيان نجد منطق القرابة وتبادل المصالح هو مايجعل المساطر الادارية أكثر سلاسة.
عكس بعض القضايا والملفات التي لازالت عالقة او تم إهمالها لا لشيء، سوى ان صاحبها مواطن عادي وليست لديه علاقات او “لمعارف” بلهجتنا.
بالإضافة لهذا نجد ان المؤسسة الحكومية غير خاضعة لمنطق عمل يحترم المواقيت ويجعل المواطن ينتظر الجملة المعتادة “مزال مجا رايس”، كما لا ننسى هنا عطلة مساء الجمعة التي اصبحت عرفا معتادا عند أغلبنا، فلا أحد يفكر في اعداد وثائق ادارية يوم الجمعة مساء.
اما مايسمى “الكميلة، دهن..تدويرتو…”فلا داعي لنقاشها لان هناك رقم خاص بالتبليغ عن الرشوة، وتحتاج لمئة دليل او تتهم باتهام موظف.
ان مسالة تغيير الأشخاص لم تكن حل لمعالجة وضع المؤسسات الادارية والدليل امامكم تغيير وزراء وولاة ومدراء … لكن الوضع الاداري، والخدمات المقدمة لا ترقى لتطلعات مواطن اليوم.
ان ما نحتاجه لإرساء أسس المؤسسة المواطنة، هو جعل خدمة المواطن الغاية الاساسية والوحيدة التي وجدت من أجلها الادارة فقط.
جعل الموظفين يشعرون بفخر خدمة المواطن من خلال توفير وضعية مهنية مريحة لهم، وتوفير شروط وظروف عمل مناسبة.
إدماج التربية على السلوك المؤسساتي ضمن محاور دروس المواطنة والاشتغال على، تربية المواطن وفق منطق الحق والواجب وخدمة الوطن هي الأسمى.

فتغيير العقليات، هو ما نحتاجه وليس تغيير الأشخاص والمقاعد ، سيغادر مدينتنا اليوم ويتم تعيينه في مكان اخر وسيظل المواطن يعاني.
ذ.المصطفى موزون
الداخلة في 20 اكتوبر2021

Loading...