مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير: الابتكارات التربوية الرقمية.. ضرورة حتمية من أجل أداء أفضل للتعليم الجامعي

الداخلة بلوس : عماد اضليعة
قال مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة، عزيز سير، إن الابتكارات التربوية الرقمية تظل عاملا أساسيا للنهوض بالتعليم الجامعي، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تتسم بتفشي فيروس كورونا المستجد.

وأوضح السيد سير، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “بالتأكيد، تعد التكنولوجيا الرقمية أداة لا غنى عنها في خدمة النجاح المدرسي، بحيث توفر الولوج إلى تكوينات عبر الإنترنت وبيداغوجيا مجددة”.

وأضاف أن “تجربة التعليم عن بعد، التي تم اعتمادها منذ بداية الجائحة، مكنتنا من إرساء تدابير للتحسين والابتكار، بغية تكييف المحتوى التربوي مع هذا النمط الجديد من التعلم.

وأبرز، في هذا الصدد، أن طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة تمكنوا من الاستئناس بأساليب التعلم الجديدة 2.0 والتفاعل مع أعضاء هيئة التدريس خلال الحصص الدراسية، مشددا على ضرورة تكوين ومواكبة الأساتذة والفرق التربوية في مجال استعمال التكنولوجيا الرقمية في ممارساتها وتنويع طرق الولوج إلى المحتوى والخدمات التربوية.

وأشار إلى أنه “يبدو جليا، اليوم، أن مؤسسة جامعية لا تتبنى الابتكار الرقمي سيتجاوزها الزمن. لقد أدركت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة هذه الحقيقة جيدا، وبالتالي عملت قبل وأثناء الجائحة على الخيار الاستراتيجي للتوجه نحو الحلول الرقمية”.

وتابع أن “هذه الاستراتيجية، التي تم بلورتها من خلال مقاربة تشاركية، تجاوزت مرحلة الدراسة ونحن اليوم في مرحلة التنفيذ. هو مشروع لإعادة الهيكلة يرتكز على إسناد جميع الخدمات الإدارية للمؤسسة (شهادة مدرسية، لائحة النقط، وشهادات أخرى) إلى منصة المدرسة، بالإضافة إلى خدمات أخرى مثل خدمة المكتبة الوسائطية والفضاء الثقافي والفني وأنشطة مكتب الطلبة”.

ويتعلق الأمر كذلك بالمحتويات التربوية التي سيكون لها جانبان: دروس مباشرة ودروس رقمية يمكن استرجاعها بسهولة، مما يمكن المتعلمين من مشاهدتها في أي وقت.

وأضاف “سنعمل كذلك على إدماج وظيفة إدارة المجتمع لكي نظل نشطين ومتصلين للتفاعل مع جميع مكونات المؤسسة وتلبية احتياجاتهم”، لافتا إلى أنه سيتم إحداث تطبيق يمكن تنزيله على الهواتف المحمولة عبر متجر التطبيقات لإتاحة الولوج إلى جميع الخدمات في أي مكان وفي أي وقت.

وذكر بأن الفريق التربوي بالمؤسسة يعمل جاهدا على إنجاح هذه التجربة المبتكرة للتعليم عن بعد، من خلال تأمين إنتاج أزيد من 200 دعامة (PDF و Excel و Word ومقاطع فيديو وعرض الشرائح …)، بالإضافة إلى مبادرات مختلفة من أعضاء هيئة التدريس الذين قدموا بدائل أخرى، تتمثل في دروس تم بثها على قنوات اليوتيوب ومجموعات الواتساب والبريد الإلكتروني وغيرها.

وفي السياق ذاته، أوضح مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة أن هذه التكييفات التربوية تندرج في إطار التعليمات التي قررتها الوزارة الوصية، والتي ترتكز على منح الطلبة الاختيار بين التعلم عن بعد أو التعلم الحضوري في شكل مجموعات صغيرة.

وفي هذا الصدد، عقد الرئيس الجديد لجامعة ابن زهر اجتماعا مع رؤساء المؤسسات لاستعراض حصيلة التكوين عن بعد للأسدس الأخير، بهدف إجراء تفكير أعمق لتعزيز التكوين عن بعد وتضافر الجهود للحصول على استراتيجية تعليمية أفضل.

وأشار السيد سير إلى أن السيناريوهات الثلاث للتكوين (حضوري، وهجين، وعن بعد) ممكنة تبعا لتطور الجائحة، لكن “ينبغي أن نكون مستعدين للتكيف والانتقال من نمط تعليمي إلى آخر”.

ووفقا للسيد سير، فإن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة اتخذت، في وقت سابق، سلسلة من التدابير للتكيف مع مختلف السيناريوهات المحتملة لضمان حسن سير امتحانات الدورة الربيعية، التي نظمت عن بعد خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 20 شتنبر المنصرم.

وهكذا، اجتاز نحو 500 طالب جميع الامتحانات المتعلقة بجميع الفصول (الثاني، والرابع، والسادس، والثامن) عن بعد، عبر منصة “Zoom Meeting” ومنصة “Moodle” التي استفاد منها الطلبة خلال فترة التكوين عن بعد أثناء الحجر الصحي.

وفي هذا الإطار، يضيف السيد سير، عقدنا اجتماعات عن بعد مع جميع الأساتذة لمناقشة نمط إجراء الامتحانات حسب طبيعة المواد ومجموعات الطلبة، مشيرا إلى أن الفريق التربوي والإداري للمؤسسة انكب على البرمجة ووسائل مواكبة للامتحانات عن بعد، عبر منصات مخصصة لهذا الغرض، مما يضمن تدبيرا تفاعليا أفضل مع الطلبة، سواء بالنسبة للامتحانات الكتابية أو الشفوية.

وأكد، في هذا السياق، أن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة اتخذت جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة لضمان حسن سير امتحانات الدورة الربيعية التي اختتمت مؤخرا.

من جهة أخرى، أشار السيد سير إلى أن نقل مراكز الامتحانات الجامعية إلى مناطق أخرى يهدف إلى ضمان تكافؤ الفرص بين الطلبة والحفاظ على سلامة المرشحين والأطر الإدارية، من خلال إنشاء مراكز للقرب مثل المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة.

وتابع أن ما مجموعه 560 طالبا وطالبة، من المسجلين في جامعة ابن زهر بأكادير، اجتازوا الامتحانات المؤجلة للدورة الربيعية العادية للإجازة الأساسية (11-28 شتنبر الجاري) برسم السنة الجامعية 2019-2020، في سياق مبادرة أطلقتها الجامعة بهدف توفير الظروف الملائمة للطلبة مع الحفاظ على صحتهم وصحة الأطر الإدارية.

وهكذا، شرعت جامعة ابن زهر بأكادير في تنفيذ بروتوكول صحي صارم بتنسيق مع السلطات المحلية والجماعة الحضرية، يرتكز بالخصوص على التعقيم الدائم للفضاءات وقاعات الامتحان، وعلامات التشوير الضرورية، فضلا عن الارتداء الإجباري للكمامات، وتطهير وتنظيف اليدين، واحترام التباعد الاجتماعي.

وتندرج هذه التدابير في سياق الأزمة الحالية الناتجة عن انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، مما تطلب من الجامعة اتخاذ تدابير وقائية استباقية لتنظيم امتحانات الدورة الربيعية 2019- 2020، التي جرت بشكل حضوري في المؤسسات الجامعية، وفقا لقرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.(وم ع)

 

 

Loading...